الأسير و"مرسي".. و"افيخاي" و"عساف"...- موفق مطر
لو قدر لنا الوصول الى الأسرى المضربين عن الطعام في معتقلاتهم، وسألناهم ما شعوركم وأنتم تشاهدون بأم اعينكم كيف يتم حرف قضيتكم عن مسارها والانحراف بها للاشتباك مع قضايا داخلية بمصر الشقيقة؟!
تقتضي المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وكذلك المصالحة الفلسطينية انتماءً وطنيا خالصا لا شائبة فيه، ولا تردد، فاما أن يكون انتماؤنا (ماسيا) بمعنى النقاء والصلابة وجمالية الانعكاس، او (فحميا) لا يصلح لأكثر من الاحراق !!.
لا يختلف فلسطينيان على ان قضية حرية الأسرى ومناصرتهم وطنية بامتياز، لا تمييز بين أسير وآخر، وكذلك الشهداء..لكن أن يرفع منتسبو حماس بمدينة الخليل صور (محمد مرسي) لتحتل الصدارة مكان صور الأسرى في التظاهرة الفلسطينية المؤيدة للأسرى المضربين عن الطعام، فهذا انحراف وطني (الوفاء للأسرى) وإشراك بقضيتهم !!..
اذ انشغلت وسائل الاعلام والاتصال والتواصل الاجتماعي (الفيسبوك والتويتر) بصورة (مرسي)..حتى ان احدهم علق متهكما:" أكاد لا أصدق أن جمهور حماس رفع صورة (مرسي) الذي قدم خدمة غير مسبوقة لإسرائيل بتضمينه اتفاق الهدنة بين اسرائيل وحماس عبارة (الأعمال العدائية، محل عبارة (المقاومة)، وخص الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بخطاب غير مسبوق بعبارات الود والتفخيم.. مكان صورة أسير فلسطيني مضرب عن الطعام لنيل حريته!.
قد يبدو الأمر قابلا للتحمل، ويمكن تجاوزه..لكن ماذا لو انبرى اشقاء مصريون وفسروا ما حدث بأن (حماس) ترى معتقلات دولة الاحتلال (اسرائيل) حيث أسرى الحرية، بنفس العين والمستوى والنظرة التي ترى فيها سجون دولة القانون بمصر حيث يقبع قادة من الاخوان بتهم التخابر مع جهات ودول اجنبية، وانتهاك ومخالفة القوانين، فيعتبرون مرسي أسيراً كأي مناضل فلسطيني، فيستبدلون شارة النصر(v)، إشارة رابعة المثيرة للجدل!.. فهل يسعى متضررون من انهاء الانقسام، وتنفيذ اتفاق القاهرة وإتمام المصالحة لتفجير اعلان غزة؟!..
قبل بضعة ايام لم نستغرب ما رأيناه وسمعناه، خاصة بعد اطلاعنا على كثير من مواد اعلامية حافلة (بالاباحية) الذابحة من الوريد للوريد بقيم وقوانين العلاقة مع الآخر في الوطن في الوئام والخصام على حد سواء..
خطير ومدمر اظهار صورة المتحدث الاعلامي باسم حركة فتح احمد عساف لافا حول عنقه العلم الفلسطيني والكوفية فجأة مع عبارة:" جودي بدمك يا حماس للقدس الأبية..لا يهمك نبح الأنجاس عملاء وصهيونية ".. فهذا دليل على العدائية والكراهية الضاربة عميقا!! علما أن الفيديو يحمل صورا لقادة حماس الكبار الشهداء الذين نحترم سيرتهم الوطنية، فهل كان لقائد كعبد العزيز الرنتيسي او محمد ابو شنب القبول بوصف فلسطيني بالنجس او بالصهيوني؟!.أو مساواة ضابط الاحتلال افيخاي درعي بالمناضل الفلسطيني احمد عساف؟!
على حماس اجراء مراجعة جذرية، فتقرر اما الانتماء لوطن خالد لا يموت، لفلسطين (الأرض والشعب)، او لجماعة زائلة حتما ولو بعد حين.