حق العودة..اسمنا الوطني- محمود ابو الهيجاء
ستة عقود من الزمن، بسنوات طويلة من الالم، واكثر الكلمات اشتعالا وحضورا في الحياة الفلسطينية، وفي دروبها الصعبة، هي " حق العودة " بل ان هاتين الكلمتين، هما ايقونة الوجدان والخطاب الوطني الفلسطيني، وهما دونما اي شك سر التفتح المتواصل على الامل، وهما روح الجمرة الفلسطينية في توهجاتها النضالية الملحمية، منذ الرصاصة الاولى الى الحجر الاول، التوهجات التي اخرجت فلسطين من خيام اللجوء الى ساحات الحضور والفعل النضالي والسياسي والانساني، القوي والاخاذ، حتى اعترف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، وحتى اعترف بالامس بدولة فلسطين في الامم المتحدة، والطريق باتت اكيدة وواصلة الى الخلاص من الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال.
حق العودة اسمنا الوطني الصريح ببلاغته العربية، الذي لايقبل العجمة، ولا ترجمات السياسة في التباساتها المحكومة بموازين القوى التي ما زالت تميل حتى اللحظة الى جانب قوى الظلم والعدوان والاحتلال.
واذا كان ثمة حقيقة قد تبلورت بعد ستة وستين عاما من النكبة، وباتت عصية على التجاهل والتجاوز، فهي حقيقة الثبات الوطني الفلسطيني على اقرار حق العودة حتى بالتفاوض في حدود القرار الدولي رقم 194، ولربما الجانب الاهم في هذه الحقيقة ان ستة عقود من عذابات النكبة ومظالم موازين القوى المختلة، لم تدفع ابدا حق العودة الى النسيان، بل ان كل محاولات اسرائيل بالدرجة الاولى، ودائما بالتوغل في المجازر والعدوان، لتحقيق هذا النسيان قد باءت بالفشل،وذهبت احلام غولدا مائير ادراج الرياح عن جيل يموت وجيل ينسى.
حق العودة سر بقائنا وصمودنا وبالتأكيد سر انتصارنا الاكيد في دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وقد باتت على ابواب الحضور والتجسد في تاريخ الجغرافيا وجغرافيا التاريخ التي اسمها فلسطين.