فلسطين الدولة- محمود ابو الهيجاء
في سلوك الدولة وحضورها السياسي والواقعي المنتج، ستشكل زيارة الرئيس ابو مازن لفنزويلا، علامة فارقة في تاريخ فلسطين الدولة، لا بل انها الزيارة الاولى للدولة بالمعنى العملي للكلمة، بما انتجت من اتفاقيات اقتصادية ابرزها انها جاءت باحتياجات فلسطين من الوقود (الديزل) في خطوة يمكن وصفها بموضوعية شديدة بالاستراتيجية، خاصة وهي ترتبط بسقف زمني يذكر بسنواته الخمس بالخطط الخمسية للتنمية التي ترسمها وتقررها الدول ذات السيادة والباحثة عن نمو اقتصادي باستقلالية فاعلة.
وبرغم ان فنزويلا تبعد آلاف الاميال عن فلسطين، الا انها في تطلعاتها العادلة الكبيرة، لا ترى في المسافات الطويلة وهي هنا الطويلة جدا، عائقا لقطف ثمار ما انتزعت في الامم المتحدة من قرار اعترف بها دولة لها كامل الحق في عقد اتفاقات الدولة بكافة انواعها الاقتصادية وغيرها، وحين تمضي فلسطين الدولة على هذه الطريق فانها تؤكد جدارتها بما انتزعت من قرار اممي في الوقت الذي تكرس فيه مصداقيتها في سلوكها الدولي المسؤول، ومصداقية خطابها السياسي بتجلياته على الصعيد الوطني والاقليمي والعالمي.
قبل زيارة الرئيس ابو مازن لفنزويلا، كانت نتاجات زيارات الرئيس لدول كثيرة شقيقة وصديقة، نتاجات سياسية حققت مكاسب عديدة واعطت ذلك الزخم والدعم السياسي لفلسطين وقضيتها العادلة وقادت الى اعتراف الامم المتحدة بها دولة، نثق تماما ان عضويتها ستكتمل في المنظمة الاممية تباعا بخطوات عملية، نرى في زيارة فنزويلا اليوم اكبر هذه الخطوات واكثرها جدوى وفعالية.
انها التضحيات الفلسطينية النبيلة والكبيرة في دروب الحرية، وانها الحنكة والشجاعة السياسية لقيادة آمنت بشعبها وبقدراته وسعت وما زالت وستبقى تسعى لخلاصه من الاحتلال هي التي قادت الى مثل هذا الحضور لفلسطين بين امم العالم في مختلف دولها على هذا الكوكب.
وبالقطع لفنزويلا التي قال تشافيز يوما انها فلسطين بقدر ما ان فلسطين هي فنزويلا محبة القلب الفلسطيني الذي يراها اليوم شقيقة غالية.
رئيس التحرير