اهلا بالبابا في فلسطين- عمر حلمي الغول
ما بين ال24 و26 يزور قداسة البابا فرنسيس الاراضي الفلسطينية المقدسة في زيارة تاريخية. والزيارة بمقدار ما تحمل البعد الديني، بمقدار ما تحمل البعد السياسي، لما لقداسة البابا والفاتيكان من مكانة دينية رفيعة،فهو احد اهم المرجعيات الدينية المسيحية؛ ولتأثيره الايجابي والقوي على اتباع الديانة المسيحية عموما والطائفة الكاثوليكية خصوصا؛ وايضا لحضوره النافذ في اوساط صناع القرار في القارات الخمس.
زيارة البابا فرنسيس لدولة فلسطين المحتلة وللمملكة الاردنية الهاشمية والمنطقة، لها دائما اهمية خاصة. لكن الزيارة في اللحظة السياسية الراهنة لها اهمية إضافية، اولا كونها تأتِ بعد حصول فلسطين على مكانة دولة مراقب في الامم المتحدة؛ ثانيا للدعم القوي، الذي يحمله قداسته للسلام في ارض السلام ومسقط راس السيد المسيح عليه السلام؛ ثالثا لانها كشفت، وستكشف عن عداء حكومة نتنياهو وقطعان مستوطنية للسلام؛ رابعا بالترابط مع ما سبق، أماطت اللثام عن عداء اقطاب الديانة اليهودي الصهاينة للتسامح والتعايش بين الاديان، ولعل ما اعلنه بعضهم عشية زيارة البابا للاراضي المقدسة، وما نفذته قوى عنصرية يهودية ضد الاماكن المسيحية والاسلامية يدلل على الاتجاه العام في دولة الابرتهايد الاسرائيلية من عداء لخيار التسامح والتعايش الديني والعرقي؛ رابعا إستقباله من قبل الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، ولقائه ايضا مع اطفال المخيمات، يؤكد على دعمه حقوق الشعب العربي الفلسطيني واهدافه الوطنية وفي مقدمتها حقه في الحرية والاستقلال والعودة؛ خامسا زيارته لفلسطين واقامة القداس في كنيسة المهد في بيت لحم، وزيارة كنيسة القيامة في القدس، يمنح ابناء الشعب العربي الفلسطيني ومسيحيي الشرق من اتباع الديانة المسيحية المزيد من الثقة بالبقاء في اوطانهم، والتمسك اكثر فاكثر بحقوقهم الدينية والسياسية، ويسقط خيار الهجرة في اوساطهم؛ سادسا كما ان الزيارة تضاعف من حجيج اتباع الديانة المسيحية لفلسطين، وهو ما يعزز مكانة الاقتصاد الفلسطيني.
كما ان الزيارة تحمل اهمية استثنائية حتى في النطاق المسيحي المسيحي، حيث ستتوج الزيارة بلقاء تاريخي مسكوني في كنيسة القيامة، يجمعه مع بطريرك القسطنطينية للارثوذكس بارثلماوس، احياءا للقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغورس قبل خمسين عاما خلت. وهو ما يحمل البشارة للمسيحيين عموما في بقاع الارض في دعم المساعي لتحقيق وحدة الكنائس المسيحية في الاراضي المقدسة، وتعميق عملية التقارب بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية.
اضف الى ان زيارة البابا فرنسيس للمسجد الاقصى، تحمل دلالة قوية من قبل قداسته لتعزيز لغة ومنطق التسامح والمحبة والسلام بين اتباع الديانيتين المسيحية والاسلامية ليس في فلسطين فقط بل في بقاع الارض كلها.
لادراك القيادة الفلسطينية اهمية زيارة البابا لفلسطين والمنطقة، بذلت جهودا مضاعفة إن كان بالتنسيق المباشر مع حكومة الفاتيكان من خلال سفير فلسطين عيسى فرنسيسيه اوبالاتصال المباشر بين وزارتي الخارجية،ومن خلال تقديم كل التسهيلات الضرورية، ووضع كل الامكانيات المتاحة تحت تصرف اللجنة الرئاسية العليا لاستقبال قداسته، كما ان كلمة الرئيس عباس حول الزيارة عشية زيارة البابان تدلل على الاهمية القصوى، التي توليها القيادة للزيارة البابوية لفلسطين.
اهلا وسهلا ببابا الفاتيكان فرنسيس في مهد ومسقط رأس السيد المسيح، عليه السلام، ومهد وموطن الديانة المسيحية الاول، اهلا وسهلا بالبابا في ارض السلام والمحبة فلسطين حاضنة الكنائس الامهات والاهم في العالم، كنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في القدس وكنيسة البشارة في الناصرة، واهلا كبيرة من كل ابناء الشعب العربي الفلسطيني وعموم الشعوب العربية بزيارته للاراضي المقدسة ولدلالاتها التاريخية.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com