كتب نوارة وأبو الظاهر... وجيل النكبة - موفق مطر
رغم قناعتنا ان الجريمة كانت ارهابا منظما وممنهجا, نستطيع وصفها بجريمة قتل عن سابق تصميم وترصد, إلا ان الشريط المصور بكاميرا مراقبة في احد المحلات التجارية الفلسطينية بالقرب من حاجز عوفر الاحتلالي, بات دليل اثبات على جريمة جيش الاحتلال بحق شباب فلسطين, فالشهيدان نديم نوارة ومحمد أبو الظاهر طالبان في الصف الحادي عشر, حملا كتبهما وتوجها مع جموع جماهير فلسطينية لإحياء ذكرى النكبة التي لحقت بأجدادهم في الخامس عشر من الشهر الحالي.
لم يرق لجنود الاحتلال, احفاد رجال العصابات الصهيونية الذين ارهبوا الفلسطينيين عام 1948 بجرائمهم المنظمة ضد المدنيين الأبرياء واجبروهم على الهجرة, لم يرق لهم مشهد الطلبة احفاد الفلسطينيين المنكوبين وهم يحيون الذكرى بكل شجاعة وصلابة, والرغبة بالمواجهة بصدور عارية إلا من الايمان بحقهم في ارضهم وطن آبائهم وأجدادهم.
لم يتأذى جنود الاحتلال من حجارة الشبان.. وإنما من الكتب المدرسية التي حملها الطلبة في جعبهم على أكتافهم، فأمر قادتهم - كما يبدو- بإطلاق النار بقصد القتل, وإرهاب جيل الشباب, فهؤلاء الطلبة يشكلون خطرا على المشروع الاحتلالي الاستيطاني في المدى القريب, فقادة جيش الاحتلال العاملون على دراسة علم النفس والمجتمع لدى الفلسطينيين يظنون ان القتل المباشر افضل طريقة لإرهاب اجيال الفلسطينيين, فجنرالات جيش الاحتلال ورثة المفاهيم الخاطئة عن طبيعة شعب فلسطين, ظنوا ان هذا الجيل هو ( جيل النسيان ) الذي تحدث او كتب عنه مؤسسو الحركة الصهيونية، فإذا بهم أمام جيل جريء, واع, متعلم, يعرف هدفه بدقة، الفتاة والشابة الى جانب الفتى والشاب, والجميع ينادي : «هذه أرضنا.. والعودة والحرية والاستقلال حقنا «.
أخطأ جنرالات الاحتلال في حساباتهم, فالذين أمروا بهذه الجريمة كان عليهم معرفة حقيقة وهي ان جيل الحرية والاستقلال الفلسطيني, متقدم على جيل النكبة في صياغة معنى الوطن والعلاقة بين الأرض.
أ سقطنا زمن خضوع الانسان للإرهاب بالضربة القاضية, وما على قادة الجنرالات السياسيين إدراك حقيقة بوجه واحد, وهي ان السلام على اساس قيام دولة فلسطين الحرة المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 هي الحل لإنهاء الصراع, ومنع نزيف الدماء بالعنف, والحفاظ على كرامة الانسان دون تمييز بسبب انتمائه أو دينه, وإلا فان الاسرائيليين سيجدون انفسهم في يوم قريب أنهم رعايا دولة عنصرية فعلا !!.
سنشهد جرائما من هذا النوع مادامت دولة الاحتلال خارجة على القانون الدولي,.. لكن هذا لن يمنعنا من استخدام حق دولة فلسطين بملاحقة المجرمين, فالفاعل ارتكب جريمته امام عدسات الصحفيين, وهذا ما يؤكد أن الارهاب هدف قادة الاحتلال من هذه الجريمة, كما تعكس رغبتهم برفع كلفة المقاومة الشعبية السلمية.