شكرا وادي فوكين- د. صبري صيدم
إمرأة ثمانينية تقارع احتلالا وهي تعيش في كهف بائس، أطفال يرقصون احتفاء بمركز حاسوب يجمع أمانيهم وآمالهم، حفل طيب يضم خيرة الخيرة من معلمين وضيوف، وأغنيات تستجمع بقايا الأمل ترددها شفاه الحضور ممن يتجرعون الدمعة ليستبدلوها بابتسامة حالمة وأشعار متواترة تملأ المكان بحب الوطن وصيحات جمهور يصفق أمامها سعيدا مكابرا ومجاهرا بحبه لأرضه.
على الناحية الأخرى يقف جيش أدمن على توظيف آلياته لفرض الحقائق على الأرض مصادرا إياها ومقاتلا ليقتل من عليها من حجر وشجر وهوية.
جيش من الطغاة يقابله جيش من العزل يحارب محتليه بالقلم والعلم والإرادة والعزيمة وكثير من الأمل.
هكذا هو وادي فوكين وهكذا هي القرية التي تعيش بين ثناياه وفوق تلاله التي يحاول الاحتلال تلويثها بمستوطنيه بعدما مارس أهلها الطيبون حق العودة عام 1972 إثر انتزاعها لقرار بالعودة إليها، قرار عاودت وندمت إسرائيل على أخذه.
قرية بحجم المنزل تقارع احتلالا بحجم الديناصور. الفرق بين الأول والثاني بأن الأول باقٍ ليزدهر بينما لا يملك الثاني إلا الانقراض أمام إصرار أصحاب المنزل وصمودهم.
قرية وادي فوكين هي فلسطين بكل ملوثاتها اليوم: مستوطنة وجدار وحواجز وجرافات وإغلاقات وغطرسة. أما أهالي القرية فهم الفلسطينيون بكل مواصفاتهم: كرامة وعزة وإرادة وصمود.
شكرا لوادي فوكين التي احتضنت لقاءنا ونحن نعزز مع اهلها النشامى مسيرة المعرفة وشكرا لأطفالها ومعلميهم وكل أصحاب رسالة البهجة في وجه الطغاة وأصحاب الإرادة في وجه سرطان التهويد.
من لم ير القرية في حياته فعليه أن يزورها ومعها مجموعة من قرى بيت لحم الغالية التي تماثل قرى الظلم الذي يحدثه ظلام الاحتلال الإسرائيلي في كل فلسطين، قرى لا ولن تموت!!
s.saidam@gmail.com