المحروسة تنتصر لذاتها- عمر حلمي الغول
شهدت جمهورية مصر العربية عرسا ديمقراطيا طيلة ثلاثة ايام متوالية 26 و27 و28 مايو ايار 2014 في الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيسها الجديد، مع ان الزمن المحدد لها كان يومان، لكن شعور لجنة الانتخابات المركزية باعطاء فرصة للمصريين، الذين لم يتمكنوا من الادلاء باصواتهم، دفعها لفتح ابواب الصناديق ليوم ثالث.
ورغم المأخذ على التمديد للانتخابات من قبل حملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي وبعض القوى المعادية للمرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي، الذي حصد النسبة الاعلى من الاصوات المقترعة تصل الى 93%، إلآ ان التمديد منح جزءا لا بأس به من المصريين الوافدين والمترددين خلال اليوميين الاولين من الادلاء باصواتهم.
مع ذلك يمكن ملاحظة، ان التصويت خلال اليومين الاولين لم يكن بالنسبة المقبولة من قبل الشعب المصري، وهذا يعود لاكثر من سبب، منها: اولا وجود رفض وعداء من قبل الجماعات التكفيرية وعلى رأسهم جماعة الاخوان المسلمين، وايضا قطاعات اخرى ليبرالية لها وجهة نظر او مرتبطة بسياسات خارجية؛ ثانيا خشية قطاعات من الشعب المصري من اعمال ارهابية ضد اللجان الانتخابية، لاسيما وان الجماعات التكفيرية هددت وتوعدت بتنفيذ اعمال قتل وتخريب، مع ان الجيش والشرطة والاجهزة الامنية أمنت بشكل جيد اللجان والمدن والقرى والطرق والكباري؛ ثالثا قناعة واسعة في اوساط المصريين بان المشير السيسي، هو الرابح في الانتخابات، وبالتالي لا داعي لذهابها للتصويت؛ رابعا دور وسائل الاعلام الدولية والعربية والمحلية التخريبي، التي اساءت سلفا للعملية الديمقراطية. خامسا اخطاء وقعت فيها الاجهزة الامنية المصرية خلال الفترة الماضية، تركت آثارا سلبية على العملية الديمقراطية، واوجدت مسافة بين بعض القطاعات الشعب والشرعية الجديدة.جميع العوامل المذكورة وغيرها ساهم في انخفاض نسبة التصويت، وهو ما ترك عتب وشي من القنوط عند الفائز بالانتخابات الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائد ثورة ال 30 من يونيو 2013، الذي افترض خروج المصريين باعداد غير مسبوقة لصناديق للادلاء بصوتها له، لانه يمثل خيارها في مواجهة الجماعات التكفيرية وفي مقدمتهم جماعة الاخوان المسلمين.
اي كانت الملاحظات المدونة على إنخفاض نسبة التصويت، فإن الشعب المصري مارس حقه الديمقراطي وانتخب رئيسه الجديد عبد الفتاح السيسي، الذي اكدت كل عمليات التصويت، انه الفائز قبل الاعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات، وهذا ايضا ما اعلنه المنافس الوحيد للسيسي المرشح حمدين صباحي، الذي اقر بهزيمته. ومن حق الشعب المصري ان يفخر بانتخاب رجل عول ويعول عليه في إنقاذ مصر المحروسة من ازماتها وارباكاتها وارهاب الجماعات التكفيرية، وإعادة الاعتبار لها ولدورها ومكانتها المصرية والعربية والافريقية والعالمية.
كثير من الجهلة والاميين في عالم السياسة، قالوا ان السيسي ليس له برنامج انتخابي!؟ وهذا غير صحيح، لان المبادىء العامة لخطة طريق المستقبل، التي اعلن عنها في الثالث من يوليو 2013 تشكل الناظم لخطة او رؤية الرجل. فضلا عن ان عبد الفتاح السيسي يعلم من خبرته وتجربته السياسية والامنية كيف يقود مصر والامة العربية كلها عبر دروب الحرية والتنمية المستدامة والدفاع عن المصالح العليا لكل من نطق بحرف الضاد من العرب.
مبروك لمصر بانتخاب الرجل المناسب والشجاع وحامي حمى مصر والعرب عبد الفتاح السيسي. وانا هنا لا اطبل للفرد، وان كان هذا واجب لكل انسان تَّمثل مصالح شعبه وامته، ولكن التصفيق هنا للرؤية الوطنية والقومية، التي حملها ويحملها السيسي، التي انقذت مصر من النفق الاخواني الاميركي الاسرائيلي المظلم، وانقذت فلسطين وشعبها من شرور الاخوان واتباعهم، وانقذت العرب جميعا مما اعد لهم من عمليات تفتيت وتخريب مبرمجة.
مبروك للرئيس عبد الفتاح السيسي وللمحروسة الانتخابات ونتائجها، التي عبرت بمصر بر الامان، وتدشن مرحلة جديدة من تاريخها وتاريخ العرب.. مبروك للمحروسة، التي انتصرت لذاتها وعروبتها ومكانتها الدولية. وقادم الايام كفيل بالرد على كل الاعداء من خلال السياسات والممارسات الايجابية، التي سيشقها الرئيس السيسي وفريقه الحكومي ونظامه السياسي.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com