على طريق الحرية ذاتها- رئيس تحرير الحياة الجديدة
ليس عهدا جديدا ستبدأ به فلسطين، مع حكومة التوافق الوطني، بقدر ما انها ستواصل المضي في خطوات اكثر قوة وثباتا في عهد الصمود والمقاومة وبناء المزيد من اسس ومقومات الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، الممتد منذ الرصاصة الاولى وحتى اللحظة الراهنة، انه عهد التواصل على طريق الحرية ذاتها، وبهذا القدر الذي تستعيد به فلسطين امثولتها الديمقراطية الفريدة، التي بدأت من "غابة البنادق" في تجميع ابنائها حول مشروعها التحرري، في دروبه النضالية المتنوعة، وحول فكرتها الجامعة والانتماء الراسخ لها، ولأن الاصل والاولوية المطلقة والعامل الثابت هو الولاء لفلسطين ولفلسطين فقط، كما اكد ذلك الرئيس ابو مازن لحظة اعلان تشكيل حكومة التوافق الوطني.
هي سبع سنين عجاف مرت علينا، ولا نسعى في اللحظة الراهنة الى اية محاكمة تاريخية، لأننا نعرف ان امامنا بعد هذه اللحظة طريقاً طويلة لتحقيق المصالحة على كافة اصعدتها، بعد ان طوينا صفحة الانقسام البغيض، عدنا وحتى يكون العود احمد، فإن ملفات المصالحة، الاجتماعية على نحو خاص، تتطلب معالجات الوحدة الوطنية، لبلسمة الجراح بروح القانون وعدالته المحبة، بل وبضرورته التاريخية، لتكريس وعي الدولة المدنية، من خلال تمتين وحدة الشعب وتعزيز لحمته الاجتماعية.
وفي هذه الملفات لابد لمصلحة الوطن بالسلم الاجتماعي ان تتقدم اولا، وهذا يعني ان على خطاب الحزب، اي كان، ان يتراجع في شعاراته الشعبوية ولغته السياسية في غاياتها الضيقة، ولاشك ان الانتخابات في حال اجرائها ونجاحها، ستعيد تشكيل المدخل الحضاري بالديمقراطية الفلسطينية، لمعالجة هذه الملفات وهي تجمع قواها الوطنية المتنوعة، تحت قبة واحدة، وعلى ارضية المشروع الوطني، مشروع الاستقلال والحرية ومرة اخرى، ليس عهدا جديدا لكنه تواصل في ذات العهد والوعد، وفلسطين دائما قادرة على تجاوز الصعب واجتراح المعجزة بشرط الروح الوطنية ومحبتها.