الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني    متحدثون: قرار وقف وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة في فلسطين ضروري ويأتي في الاتجاه الصحيح    الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع  

الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع

الآن

مصر التي في خاطري: قائدة ورائدة ودرع للأمة- فتحي البس

اعرف ان الواقع لا يتغير بالأماني ولا بما في الخاطر والوجدان، ولكن يستقر في وجداني أن الأماني تحفز على العمل لتحقيقها، والخاطر يميل الى السكينة والرضى عندما تفعل الحوافز فعلها فتتحول الى وقائع على الارض وفعل مؤثر يعطي الامل.
بعد نكبة 1948، وهزيمة العرب المدوية، ساد اليأس واعتقد أعداء الأمة انه لن تقوم لها قائمة بعد ذلك. فجاء الأمل بثورة يوليو 1952 التي تسيدها عبد الناصر، العسكريّ الوطني العربي الاصيل الذي رد للأمة عنفوانها بعمله لتحقيق الاستقلال الوطني ومحاولة بناء القوة الذاتية والاعتماد على الذات وتحدي الاستعمار ليس في العالم العربي فقط، وانما حيث استطاع من خلال دعم حركات التحرر حيثما انبرت لمقارعة العدوان والبطش والسيطرة، فتحولت مصر الى مركز قيادة وريادة، وتصدرت دول عدم الانحياز، التي ارادت ان لا تخضع لسياسة الهيمنة والالحاق.
اماني الامة في الاستقلال والحرية والعزة والكرامة بدا وكأنها تتحقق بقيادة مصر، رغم كل ما تعرضت له من مؤامرات وعدوان الى ان تلقت ضربة عام 1967 بفعل تكالب قوى الاعداء التي دعمت اسرائيل عسكريا وتقنيا واقتصاديا، ومرة أخرى ساد اليأس الى ان عاد عبد الناصر ليقود جيش مصر وشعبها الى التوازن والعمل الجاد تحضيرا لموقعة اخرى، فسارع الى احتضان المقاومة الفلسطينية والاخذ بيدها الى جانب اعادة بناء الجيش والمجتمع المصري ومؤسساته الذي تمكن ورغم رحيل عبد الناصر من منازلة العدو بتوحيد الجهود على الجبهتين الشرقية والغربية ودحر العدو في ما يشبه المعجزة..ولكن للاسف، ظن خلفه ان نصر اكتوبر غير الحاسم قد حقق هدفه فمال الى عزل مصر عن ريادتها وقيادتها للامة والسير في طريق منفرد انتهى بخروج مصر أو اخراجها من مركز القيادة فانفرط عقد الأمة وتشرذمت وحققت اسرائيل ما لم تكن تستطيع أن تحققه فغزت بيروت، عاصمة المقاومة وأنزلت بالمقاومة الفلسطينية ضرية قاسية، رغم محاولة قوى الأطراف ان تقود الأمة، فلم يستطع رئيس كصدام حسين، ان يملأ الفراغ الذي تركه خروج مصر، فسقطت بغداد وسادت حالة الوهن الجسد العربي وقواه الفاعلة، وحاولت دول وقوى ان تأخذ مكان مصر، وطالت اعناقها الى السماء، وظهرت اتجاهات فكرية ضلت الطريق وحرفت البوصلة واعتمدت على قوى اقليمية غير عربية لها اهدافها البعيدة عن اهداف امتنا في الحرية والاستقلال وسادت فوضى التفكير والتكفير، ووقعنا في فلسطين بين المطرقة والسندان، فلجأ بعضنا الى قتل الآخر وتخوينه او شيطنته او التشكيك ببرامجه ووسمه بالعمالة لهذا الطرف او ذاك، فدفعنا الثمن غاليا، دم ودمار وانقسام وسبع سنوات عجاف، في ظل عجز عربي عام. واستقوى بعضنا على بعضنا بآخر لا يتبنى اهدافنا الوطنية..وكدنا نفقد الامل بوحدة الشعب والمصير الى ان جاءت ثورة الشعب المصري من اجل العزة والكرامة، وبدأت مسيرة التصويب بخارطة للمستقبل لتستعيد مصر مرة اخرى القيادة والريادة ولتستعيد دورها المركزي من الاطراف..فبدأت الاماني لتحفزنا على الامل والعمل من جديد لازالة اثار الانقسام الكارثية وتوحيد جهود شعبنا لمواجهة غطرسة الاعداء، فمبصر نحن أقوى.
اختار الشعب المصري وفي مخاض عسير قائدا وطنيا،عربيا اصيلا، يقول بأعلى صوت، بالعمل، سأعيد لمصر، دورها الاصيل، القائد والرائد، ورغم ما تمر به البلاد من مظاهر ضعف ووهن وتشكيك كما كانت الحالة مباشرة بعد النكبة او النكسة، إلا انه يعرف طريقه ويعرف ان من يعارض دور مصر الاصيل سيعود مرغما بفعل الوقائع على الارض الى رشده والى دوره الطبيعي الملتزم بحدود قدرته وإلى ان يقف على قدميه، بحدود قامته الطبيعية دون تطاول او تطلع الى دور لا يقوى عليه او يستطيعه مهما حاول او استعان بخارج مراوغ ومتآمر كاره للامة وعزتها.
مصر التي في خاطري تعيدني بالذاكرة الى ايام مجد كانت الشوارع في حواضر العرب وأريافها، تفرغ من المارة، وتتعطل فيها الحياة الطبيعية لتستمع الى صوت آت من مصر، خطاب لعبد الناصر أو اغنية لأم كلثوم، فيهما عنفوان وامل وحث على البناء والتحدي والمواجهة.
مصر التي في خاطري، شعب وجيش وعمال وفلاحون وطلبة، يتوحدون لانقاذ روحنا من التشتت والضياع، فالمقولة منذ زمن انه اذا صلحت احوال مصر، صلحت احوال الامة، صحيحة.
واردد ما كتبه احمد رامي وصدحت به أم كلثوم عام 1952:
مصر التي في خاطري وفي فمي
أحبها من كل روحي ودمي
يا ليت كل مؤمن بعزها
يحبها حبي لها
بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا
نحبها من روحنا
ونفتديها بالعزيز الأكرم
من عمرنا وجهدنا
عاشت مصر، قائدة ورائدة ودرعا للأمة
fathibiss@yahoo.com

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025