حماية الشرطة حماية للشعب- حافظ البرغوثي
بات جليا منذ البدء ان هدف الاحتلال ليس العثور على المفقودين الثلاثة بقدر ما هو الحاق الأذى بالشعب الفلسطيني وانهاء مصالحته حديثة العهد .. وهذا ما يصرح به قادة عسكريون وسياسيون اسرائيليون علناً، وبات جليا ان من خطف كان يهدف ايضا الى انهاء المصالحة والحاق الأذى بالشعب الفلسطيني نفسه، فعلى ايقاع خطف المستوطنين الذين لا يعرف حتى الآن من خطفهم يسفك الاحتلال دمنا ويحطم بيوتنا وينكل بأبناء شعبنا ويتوغل لتحويل السلطة الى سلطة رمزية لا حول لها ولا قوة. وفي الوقت نفسه يحاول البعض منا استغلال ما يقترفه الاحتلال من سفك للدماء لتبرير تجاوزاته على الأمن ومهاجمة مركز الشرطة كما حدث في رام الله، فاذا كانت الهجمة الداعشية الاحتلالية موجهة أساسا ضد شعبنا ومصالحته فان الهجمة الداعشية على مركز الشرطة هي مؤشر عن رغبة البعض في اشاعة الفوضى العارمة في صفوف شعبنا واعادة الفلتان وعدم الاستقرار ما يتيح للاحتلال الاستمرار في هجماته الذئبية.
لا نريد توجيه تهم لأحد باللاوطنية ولكن حساسية الوضع تقتضي ان نتوحد لا ان ننقسم وان نحترم دماء شهدائنا وان نواجه الهجمة الاحتلالية بوعي، فان افترقنا فلا قوة لنا ولا يجوز التنفيس عن غضبنا ضد بعضنا لأن الاحتلال ماثل أمامنا وهو المستفيد الأول من أي خلل سياسي داخلي او مجتمعي، الشرطة ليست أداة احتلالية بل هي جهاز وطني لحماية المواطن من أي عبث وهي صمام الأمان لنسيجنا المجتمعي .. ومن يتطاول على الشرطة فكأنما يستدعي الفلتان والفوضى، وقد أثبتت كل أجهزتنا الأمنية عبر المراحل الصعبة انها عندما يجد الجد هي الأكثر تضحية وبذلا للدماء والأكثر استهدافا من الاحتلال بدءا من انتفاضة النفق مرورا بالانتفاضة الثانية، ومن يحاول طمس هذا التاريخ من العطاء فهو من يوضع في قفص الاتهام.
ان الاحتلال يريدنا فرقا وجماعات تحكمها الفوضى، وكانت المصالحة بداية لمرحلة تؤسس للصمود .. وان كرهها البعض مثلما كرهها الاحتلال، فلنتمسك بأجهزتنا ونسيجنا السياسي والمجتمعي .. لأن الانهيار سيكون على رأس الجميع لا قدّر الله.