رسالة بليغة- محمود ابو الهيجاء
برغم جراحهم النازفة، صفق الفلسطينيون طويلا وبحرارة لكتيبة الجزائر الكروية التي ابدعت يوم امس الاول، خلال لقائها الفريق الكوري الجنوبي في مونديال البرازيل، حيث وضعت اربعة اهداف في مرمى الفريق الخصم ولتسجل بهذا الفوز سابقة عربية في عدد الاهداف التي يسجلها فريق عربي في هذه البطولة العالمية.
كان الهتاف والتصفيق الفلسطيني يتعالى في المقاهي والبيوت مع كل هدف، وحيثما كانت هناك شاشة فضائية تنقل المباراة وكأننا بهذا الهتاف وهذا التصفيق اردنا رسالة اخرى اكثر بلاغة انسانية لجيش الاحتلال الذي يعربد في قرانا وبلداتنا ومدننا منذ اكثر من عشرة ايام بحجة البحث عن مستوطنين ثلاثة اختفوا في ظروف ما زالت غامضة ...!! رسالة تقول وبلغة القلوب والامل، ان الابتهاج والفرح يظل ممكنا في الروح الفلسطينية، وان سياسة البطش والغطرسة الاسرائيلية لن تنال من هذه الروح ابدا، ومن المؤكد انها تقول ايضا ولقوات الاحتلال مباشرة، أن اخرجوا من بلادنا واذهبوا الى المونديال واستمتعوا بهذه الفنون الكروية بدل هذا العبث العنيف الذي تواصلونه هنا في شوارعنا وحاراتنا، وبمعنى آخر اذهبوا الى الحياة وفكرتها في العيش الآمن والمستقر مع جيرة لا تسعى الا للسلام، وتذكروا هنا جيدا ما قاله الشاعر الفرنسي الكبير "بول ايلوار" عن جيوش التوحش النازية، قال: أصروا وافرطوا فتبرأت منهم الانسانية"، قال ذلك في ثلاثينيات القرن الماضي ونحن نعرف اليوم ان الانسانية قد تبرأت حقا من النازية.