قليلا من التأمل ...
رافقت دبابات وآليات " البحث " العسكرية الاسرائيلية العنيفة عن ثلاثة مستوطنين قيل انهم مختطفون، والتي طالت حتى علب البهار والملح وأواني الزهور في بيوتنا، قاذفات الشائعات من كل لون ونوع، وبعض هذه القاذفات للاسف الشديد صفحات فيس بوك ومواقع الكترونية محلية بتسميات شعبوية واخرى " ثورجية " على نحو يذكر بشعارات " الثورة الدائمة " التروتسكية ...!!!
كان قصف بعض هذه القاذفات شديدا لا علاقة له بالنقد الموضوعي ولا الاعتراض المسؤول وهو يحاول النيل من وحدة الروح الفلسطينية ومعنوياتها، وقد تنوع في مختلف الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانصب جميعه ( في المحصلة الواقعية ) لخدمة دبابات المحتل في استثمارها السياسي لحادثة اختفاء المستوطنين الثلاثة، الاستثمار الذي لم يسع إلا لضرب السلطة الوطنية واضعافها والطعن في قيادتها وتجريد هذه القيادة من حاضنتها الشعبية تمهيدا لتصفيتها سياسيا على اقل تقدير.
وكنا نتمنى على هذه الصفحات وهذه المواقع لو انها قرأت قليلا في الصحافة الاسرائيلية، خاصة في الايام الاولى من حملة "البحث" العسكرية العنيفة، فلعلها كانت تدرك ان هذه الحملة قد حزمت امرها الميداني في ذلك الاتجاه السياسي الاستثماري الرامي لضرب السلطة الوطنية، في هذه الصحافة، ذات الاتجاهات اليمينية على نحو خاص، التي تتهمنا بالتحريض صبح مساء، اندلعت نصوص الجنون العنصرية التي تدعو الى قتل حياتنا على كل الاصعدة حتى ان " يوعز بسموت " كتب في صحيفة " اسرائيل اليوم " يستكثر على حوانيت الحلويات في نابلس وغزة ان تعمل لساعات اضافية، بزعم انها تفعل ذلك كلما كانت هناك عملية ضد " اسرائيل " وهو هنا يحرض على نحو واضح وصريح بضرب هذه الحوانيت لأن حلوياتها على ما يبدو ارهابية ...!!
هذا هو بالضبط ما نقوله عن ان هذه النصوص العنصرية انما لا تريد سوى قتل حياتنا حين لا تريد لكنافة نابلس ان تطيل السهر ...!! هل ننتبه الى كل ذلك فلا نوظف صفحاتنا المحلية لغير الرد على هذا التحريض القبيح ..؟؟ ولندرك جيدا ان افضل المناخات لانتشار الشائعة انما هي مناخات الفوضى العاطفية، وطريق جهنم كما تعرفون معبد غالبا بالنوايا الطيبة .
كلمة "الحياة الجديدة" -- رئيس التحرير