عن: حمدي مطر وليلى ديب - خالد مسمار
تتواصل فصول العدوان الاسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط والكاظم الغيظ – ولكن الى حين – حيث ان البربرية والعربدة الاحتلالية لا يمكن السكوت عليها. خاصة بعد سقوط ستة من الشهداء على ايدي هذه القوات بدم بارد على مرأى ومسمع من العالم كله .. عربه وعجمه وأحراره بزعم محاربة الارهاب وهم الارهاب بعينه !
اقول, وانا أتابع هذا المسلسل الاجرامي, رحل اثنان عزيزان على قلبي لم استطع ان اكبح جماح قلمي عن رثائهما .. وهما القائد الجريء والشجاع حمدي مطر (ابو سمير ) احد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, والصحفّية المناضلة ليلى ديب .
حمدي مطر .. الذي أحبّ حركة فتح كما أحبّ الجبهة الشعبية .. احب فتح لانها العمود الفقري للثورة الفلسطينية والتي اطلقت الرصاصة الاولى للثورة. كان يألم عندما قامت حماس بانقلابها في غزة .. ويقول لي : اذا ضربت فتح فان الخسارة ليست لفتح وحدها وانما لنا جميعاً في الجبهة وبقية فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. أرجوكم اعملوا على رأب الصدع, تماسكوا .... متّنوا وضعكم الداخلي. الفظوا من صفوفكم من يعطل ذلك .. قوتكم قوة لنا .
صحيح انه كان ينتقد حركتنا .. ولكن من موقع البناء وليس الهدم .
ذهبنا سوياً في وفد من المجلس الوطني الفلسطيني الى القاهرة لحضور دورة اجتماعات اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي. عطلت الاجراءات المصرية – ايام حكم حسني مبارك – دخول ابو سمير, وبعد اكثر من ست ساعات انتظار سمحت له السلطات دخول القاهرة. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان .. فلم يكد يأخذ قسطاً من الراحة بعد هذه الساعات المرهقة .. اذا بمن يهاتفه من عمان بوفاة القائد الكبير الحكيم جورج حبش. فامتقع لونه وملأت مآقيه الدموع وأصر على العودة الى عمان. كيف لا أكون هناك .. وقد فقدت رفيق دربي ومؤسس جبهتي و أحد رموز شعبي !
كان هذا لسان حاله ..
تألمت له .. اكثر من تألمي على رحيل الحكيم الذي كان له مكانة كبيرة لدى رمزنا ابو عمار ولدى قيادات الشعب الفلسطيني وجماهيره. فهذا هو الوفاء بعينة .
وفاء ابو سمير لرفيق دربه الحكيم وجبهته
وفاء ابو سمير للثورة الفلسطينية التي قادتها حركة فتح
اما المناضلة ليلى ديب .. فقد عرفتها منذ عملت في مكتب الاعلام الفلسطيني في الاردن, من خلال عملها في وكالات الانباء العالمية .. نشيطة ..متميزة في عملها الصحافي.
أحبتّ فلسطين .. وعشقت القدس كما احبت الاردن الذي احتضنها.
فقدت والديها .. الواحد تلو الاخر.
اقامت في اريحا مؤخراً لتكون قريبة من مدينتها القدس.
مرضت ولم نشعر بمرضها .. كانت تتابع بعض ما اكتب في الحياة الجديدة وتناقشني فيه عبر الهاتف.
وهأنا اليوم أفاجأ بنعي اخي وزميلي عيسى عبدالحفيظ لها في الحياة الجديدة.
سلاماً على روحك يا ليلى
وسلاماً على روحك يا أبا سمير
وسلاماً على ارواح شهدائنا الذين يسقطون تباعاً في مواجهة الهجمة الاسرائيلية الحالية.
والنصر- طال الزمن ام قصر- حليف الشعوب المناضلة.