أهلا بنادي الخلفاء- حافظ البرغوثي
أعلن تنظيم داعش أميره أبو بكر البغدادي أميراً للمؤمنين وخليفة للمسلمين. وغيِر اسم دولته إلى الدولة الإسلامية فقط بدون العراق والشام، وهجر كنية داعش المشتقة من الدولة الإسلامية في العراق والشام، مع أن هذا الاسم كان موضع غرابة بين الناس ما سمح للتنظيم من الانتشار على ألسنة الناس.
حزب التحرير ينادي هو الآخر بالخلافة لكنه لم يعلن بيعة البغدادي، إذ ان لكل حزب خليفة بمواصفات مختلفة.
عملياً يمكن القول إن الخلافة الحقيقية هي الراشدة لكن بدأ فيها الخلاف حول الخلافة وانتهى دموياً. وما بعد ذلك تحول الأمر إلى ملكية وراثية ولا يمكن تسميتها بالخلافة، وبلغ عدد الخلفاء حتى نهاية الخلافة العباسية 73 خليفة.. لقي أغلبهم مصرعه قتلا واغتيالا وخنقا وتسميما لكن ليس من أعداء غير مسلمين باستثناء الخليفة العادل عمر بن الخطاب الذي قتل بخنجر مجوسي والمستعصم بالله الذي قتله هولاكو ولم يحاول الدفاع عن بغداد، وظل يحاول الحفاظ على نسائه وأمواله فقط. والبعض يحتسب العثمانيين خلفاء، لأنهم تسلموها من خليفة عباسي، وعددهم 22 سلطانا وهناك من تسموا بالخلفاء وأمير المؤمنين في الأندلس وعددهم تسعة وفي الدولة الفاطمية وعددهم 14 وفي دولة الموحدين في المغرب وعددهم 13.
العباسيون هم من استخدم الألقاب لخلفائهم، وصار اللقب مرتبطا باسم الله.. منذ المعتصم بالله حتى المستعصم بالله. أما الأتراك فاستخدموا أكثر من لقب، فسليم الأول كان يلقب بالخليفة والسلطان وأمير المؤمنين وياووز أي شديد اليأس وسلطان البرين وخاقان البحرين وكاسر الجيشين وخادم الحرمين الشريفين. وغلب على ألقاب العثمانيين لقب غازي لأنهم كانوا يغزون بلادا أخرى.
وأظن أن مصير "أبو بكر" البغدادي سيكون قتلا لأنه يحارب قوى أكبر منه في سوريا والعراق، وتتحالف ضده دول كبرى وصغرى. وهو ينطلق من موقع ديني سني في مواجهة المذاهب الأخرى خاصة الشيعة. فالخلافة الراشدة شهدت الصراع الدموي الأول على السلطة.. ثم تحولت الخلافة من الشورى إلى الملكية الوراثية في عهد بني أمية، وبالتالي لا يمكن القول إن الأمويين والعباسيين هم خلفاء بل ملوك. ولعل الخليفة عبد الملك بن مروان كان يؤكد ملكية الخلافة عندما تم اختياره خليفة وكان مستبعدا قبل ذلك. حيث انه عندما أبلغ بالنبأ كان منكبا على قراءة القرآن في المدينة فأغلق المصحف وقال «هذا آخر عهدي بك».