نتنياهو بين المطرقة والسندان
شهدت جلسة الحكومة الاسرائيلية المصغر او ما يسمر بـــ "الكابينيت" سجالات حادة واختلف الوزراء حول طبيعة ونوعية الرد على مقتل المستوطنين الثلاثة، والتي تتهم اسرائيل حماس بمسئوليتها عن ذلك. كما شهدت الجلسة توجيه اتهامات لنتياهو وتحميله مسئولية تقصيره في العثور عليهم احياء وان كان البعض قد حمل نتنياهو مسئولية العملية بسبب انجراره في سياسته وراء أفكار اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحكومي والتي أدت في مجملها إلى عزل إسرائيل دوليا. وقد توحدت المعارضة والموالاة على شيء واحد فقط وهو ضرورة الرد على هذه العملية. وقد وصلت حد المطالب الى تنفيذ حكم الإعدام بـــ "القتلة" والى تحطيم البنى التحتية لحركة حماس في الضفة الغربية حتى لا تقوى .نتنياهو يدرك انه في ورطة ولن يستطيع التجاوب مع هذه المطالب ولا يريد ردود فعل شديدة على هذه العملية حيث لا يريد التورط عسكريا في جبهة محتملة على قطاع غزة. وهو يدرك جيدا بان هناك محاذير دولية لا يستطيع تجاوزها ويريد الحفاظ على الموقف الدولي المتعاطف مع إسرائيل بعد مقتل المستوطنين الثلاثة. صحيح ان الراي العام الدولي تعاطف مع إسرائيل لكنه ليس تعاطفا مفتوحا يسمح لنتنياهو بارتكاب مجازر وفرض عقوبات جماعية ، وحتما سيتغير الموقف الدولي في حين اقدم نتنياهو على ردة فعل قوية لن تخدم قضية السلام ولن تساعد على انهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وان الموقف الاوروبي بمقاطعة المستوطنات ومنتوجاتها ليس ببعيد،موقفا ترك اسرائيل تعيد حساباتها لان هذا الموقف قابل لتتطور.
نتنياهو يريد عمليه تعيد اليه ماء وجهه وتردع الفلسطينيين حسب زعمه وتكبح جماح الغضب الداخلي الاسرائيلي. ولا يريد عملية من شأنها إضعاف حركة حماس وتحديدا في غزة حيث يسيطر على الاوضاع الامنية جيدا وملتزمة بالهدنة التي وقعتها مع اسرائيل والسبب الاهم من ذلك ان إضعاف حركة حماس سيفتح الطريق أمام الجهاد الإسلامي لزيادة قوته وهو الذي يتلقى تعليمات مباشرة من ايران.