هولوكوست اسرائيلي...
الهولوكوست مصطلح اختصر مجموعة الحملات المنظمة لالمانيا النازية وبصفة خاصة ضد اليهود في اوروبا اثناء الحرب العالمية الثانية لتصفيتهم، والمصطلح مشتق من كلمة يونانية تعني "الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون " وقد ترجمت النازية هذا المعنى حرفيا بالمحرقة التي ابادت فيها مئات الالاف من اليهود وغير اليهود ايضا، قربانا لشهوات الاستحواذ والسيطرة العنصرية.
الضمير الانساني يعاني حتى اللحظة من هذه المحرقة، وما من دولة في العالم تقريبا لم تشجبها، في الوقت الذي لا تحاول فيه نسيانها من اجل ان لا تتكرر مرة اخرى حتى لا يصاب تاريخ البشرية بوصمة عار اخرى تجعله تاريخا للوحوش لا تاريخا للانسانية، غير انه وعلى ما يبدو فأن اسرائيل اليوم، اسرائيل اليمين والمستوطنين، وحدها من يعمل على نسيان المحرقة، بل وعلى تقليدها وهي تحرض في كل لحظة، بغطرسة القوة وانفلاتها وبخطاب الدبابة و الفكرةالعنصرية بأحابيل تصنيفاتها المنحطة، على قتل الفلسطينين وملاحقتهم كطرائد لتصفيتهم اينما امكن وكيفما امكن، سواء على يد قواتها العسكرية او على يد المستوطنين الذين انفلت عقالهم بتوحش لا مثيل له حتى عند "داعش " لا بل انهم اليوم وقد احرقوا الفتى ابو خضير حيا، يعيدون المحرقة الى سيرتها البشعة والمقززة، وعلى نحو يظهر انهم مرضى الى حد الوله بتقليد من احرقوا آباءهم وأجدادهم لحظة انتكاس التاريخ بالنازية ...!!!
ماذا على العالم ان يفعل الان، العالم الحر الذي لم يدع لحظة تمر في مرافعاته الاخلاقية إلا وأدان فيها المحرقة النازية، ماذا عليه ان يفعل وثمة من في اسرائيل يرد اشعال محرقة جديدة ضد الشعب الفلسطيني ولتحقيق ذات الاهداف التي ارادتها اوهام النازية وتلفيقاتها العنصرية..؟؟
لن يكون بامكان احد بعد الان ان يقول : انا بريء من دم هذا الفلسطيني، والمشهد في غاية الوضوح ، القتلة بنيران حقدهم والضحية فتى لاحول ولا قوة له ، اختطفوه وأضرموا النيران في جسده الغض لتأكل لحمه الحي على مرأى منهم، ولا شك انهم تصارخوا بهوس العقدة العنصرية ولعلهم انتشوا برائحة شواء اللحم البشري ...!!
ماذا على العالم ان يفعل وغايات اليمين الاسرائيلي في تطرفه الدموي باتت اكثر من واضحة، ماذا عليه ان يفعل وكهنة العنصرية يريدون قرابين بشرية لشهواتهم الاستيطانية والاستحواذية ..؟؟
آن الأوان لا لكلمة حق سياسية وانسانية فحسب، وانما لموقف الاخلاقي يردع الجريمة ويطفئ نيرانها الساعية الى هولوكوست جديد، قد لا يستثني احدا من شره المدمر.
رئيس تحرير الحياة الجديدة