لنقف وقفة جريئة بحق منتسبي الأجهزة الأمنية - وليد ظاهر
كثرت في الآونة الاخيرة التكهنات والتحليلات حول الوضع الفلسطيني بين متفائل ومتشائم، يجمع بينهم الحرص على القضية الفلسطينية وشعبها، وذلك يشير الى الحيوية والمكانة التي تحظى بها، لكن هناك بعض الأقلام ووسائل الاعلام الصفراء، والتي تتستر بلبوس الحرص على فلسطين وشعبها، لا تتحرك الا لتسليط الضوء على الإخفاقات وتختفي أقلامها فلا ذكر للإنجازات عندها.
فاليوم في ظل الأجرام والإرهاب الذي يرتكبه المحتل وقطعان مستوطنيه بحق شعبنا، تطلق العنان باستهداف قيادتنا الفلسطينية الثابتة على الثوابت، في حملة ضروس من الشتائم والتطاول والتخوين، في محولة يائسة للنيل من عزيمة قيادتنا وشعبنا، حيث تتقاطع مع المحتل في ضرب وحدة التمثيل الفلسطيني، للقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
وتعمل على التشكيك في اداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية الوطنية، والتي ينضوي تحت لوائها الاخ والاخت والام والاب والقريب والصديق .. الخ، هذه الأجهزة التي تسهر لتوفير الأمن والأمان لنا، وتوصل الليل بالنهار للحفاظ على مؤسسات وإنجازات شعبنا، والتي قدمت خيرة من ابنائها في الدفاع عن ارضنا وحقنا، ومنهم الاسرى وخاضوا النضال في كافة الساحات المختلفة التي تواجدت وانطلقت منها الثورة الفلسطينية من المنفى، وها هم اليوم يعودون الى ارض الوطن.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر انتم تتذكرون معركة مخيم جنين الصمود، وقائدها الشهيد البطل المعروف بــ "أبو جندل"، هل نسيتم انه كان ضابطاً في جهاز الامن الوطني الفلسطيني، اخوتي واخواتي لقد وصل ععد شهداء الاجهزة الامنية في فلسطين منذ العام 1993 حتى اليوم 3450 شهيداً، ناهيك عن الجرحى ومناضلي الاجهزة الامنية الذين يقبعون في سجون الاحتلال، وفي العام الماذي فقط تم اعتقال 159 ضابط وجندي من منسبي الاجهزة الامنية، وتمت مداهمة 155 منزل من منازل عساكرها.
وقد اعلنت قوات الامن الوطني الفلسطيني يوم امس، انها على اتم الجاهزية للتصدي لقطعان المستوطنين ولجمهم بالقوة في حال محاولتهم الاعتداء على المواطنين، وانها ستقوم بتسيير دوريات محمولة وراجلة ليلية في كافة المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية.
وهذا يدفعني الى التساؤل لماذا يتم التحريض على الاجهزة الامنية الفلسطينية، ولمصلحة من الدعوة الصريحة الى الفوضى والفلتان الامني ؟؟؟
ان الواجب يحتم علينا جميعا ان نرفع القبعات احتراما لتضحياتهم، وان نشد على أيديهم وان نكون عونا لهم، فهم العين الساهرة والجنود المجهولين على طريق بناء الدولة وحماية مشروعنا الوطني.