إنفراط تحالف "الليكود بيتنا" - عمر حلمي الغول
أعلن افيغدور ليبرمان في مؤتمر صحفي عقده في مبنى الكنيست الاثنين الموافق 7/7 الحالي عن فك تحالفه مع حزب الليكود، والسبب الرئيس المعلن كما اشار زعيم "إسرائيل بيتنا"، يعود للخلاف في وجهات النظر بين حزبه والليكود في كيفية معالجة التصعيد الجاري على حدود دلة التطهير العرقي الاسرائيلية مع محافظات الجنوب، حيث يرى ليبرمان، ان رئيس حكومته، نتنياهو، "يتعامل" بمرونة مع إطلاق قذائف الهاون والصواريخ من محافظات القطاع، رغم كل الانتهاكات الخطيرة، التي ترقى لجرائم حرب نفذتها المؤسسة العسكرية والامنية الاسرائيلية ضد الكل الفلسطيني في القدس وعموم الضفة والقطاع، حيث تم إغتيال ما يقرب العشرة اشخاص بين مساء الاحد وفجر الاثنين الماضي، مما رفع عدد الشهداء منذ الثاني عشر من حزيران الماضي حتى إعداد هذه الزاوية إلى سبعة وعشرين شهيدا، توزعت بين ابناء الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والضفة بما فيها القدس وغزة.
هذه الاستباحة الاسرائيلية للدم الفلسطيني، لم تشف غليل الدموي ليبرمان، لانه يريد الاندفاع نحو حرب مسعورة على محافظات الجنوب، الامر الذي حذا به إلى إعلان فرط التحالف مع الليكود، اولا للمزاودة على المتطرفين فيه، وتحفيزهم لترك الليكود والانضمام لحزبه؛ وثانيا لابتزاز نتنياهو والضغط عليه لاتخاذ قرار بشن حرب واسعة على القطاع، مع ان رئيس الوزراء وباقي اركان اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي لم يدخروا جهدا لايقاع اكبر الخسائر في صفوف الشعب الفلسطيني ومصالح ابنائه الخاصة والعامة حتى ضد فلسطيني الخط الاخضر؛ ثالثا تهيئة الذات لمنافسة نتنياهو لاحقا في الانتخابات القادمة وعلى رئاسة الحكومة.
مع ان نتنياهو وليبرمان وجهان لعملة واحدة، عملة التطرف والعنصرية ورفض خيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران، غير ان حسابات البدي غارد تضخمت، حتى لم يعد قادرا على مجاراة نتنياهو مناوراته، والتي تصب في ذات الهدف الليبرماني واقرانه من كتل اليمين المتطرف في الائتلاف. مما حدا به، الذهاب بعيدا مع نزعاته الفاشية وطموحاته الشخصية، وبالتالي فك التحالف مع الليكود، بل والعمل على تمزيقه إن إستطاع، لانه يعي ان قاعدته الحزبية وكادره ستتجه الى مصفاة حزبه، خاصة وان حزب رئيس الحكومة يعاني من صراعات وتناقضات بعضها معلن، وبعضها يختمر، ويتقد تحت الرماد.
المسألة السياسية والامنية، التي من المفترض ان تلفت نظر الاقطاب الدولية والامم المتحدة وخاصة الولايات المتحدة، ان التنافس بين القيادات الاسرائيلية يقوم على تصعيد جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، وضد خيار التسوية السياسية، وليس على التهدئة، وكبح النزعات العنصرية والفاشية، والعمل من اجل العودة لطاولة المفاوضات لبلوغ حل الدولتين، الامر الذي يحتم على العالم إيقاف دورة العنف والبلطجة والدم الاسرائيلية،التي إنفلتت من عقالها، ولم يعد ضابط لها.
آن الاوان ان تتضافر الجهود الفلسطينية والعربية والدولية للجم دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية، والحؤول دون العودة للمربع صفر، لان الخاسر الاكبر سيكون العالم اجمع وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ومصالحهم في عموم المنطقة.