المقاومة حين تتكامل
يعرف الاحتلال الاسرائيلي قبل غيره ان المقاومة الاكثر فاعلية، هي المقاومة التي تتكامل بتنوعها من الرصاصة الى الحجر، الى الهتاف والنشيد، الى الفعل السياسي والدبلوماسي، وحتى الفعل الحضاري بخطاب المقاومة الانساني، الساعي الى الحق والعدل والجمال .
ونعرف نحن قبل غيرنا ان موازين القوى العسكرية بيننا والاحتلال ليست في صالحنا ابدا، لكن هذه الحقيقة لا تكسرنا ولن تكسرنا، لأن موازين القوى الاخلاقية والمعنوية باسلحتها النبيلة التي هي الارادة الحرة بعزيمة التحدي والاصرار على المضي في دروب الحرية للخلاص من الاحتلال، هذه الموازين هي التي تظل في صالحنا ابدا، ولهذا ما من هزيمة بوسع الاحتلال الاسرائيلي ان يلحقها بشعبنا الفلسطيني وحركته وفصائله الوطنية ومشروعه الوطني، وعلى ارضية هذه الموازين وانطلاقا من الايمان بقوة اسلحتها ومخزونها الذي لا ينضب ولا يهزم، تؤكد الرئاسة على لسان ناطقها الرسمي نبيل ابو ردينة " ان شعبنا لن يقف مكتوف الايدي امام المذبحة المفتوحة التي ترتكب بحق اطفاله ونسائه وشيوخه، فمن حق شعبنا التصدي للعدوان والدفاع عن نفسه من خلال جميع الوسائل والطرق المشروعة " وبمثل هذا الموقف بالغ الدقة والوضوح والمصداقية والمشروعية معا، ندرك اننا نذهب الى خيارات التصدي والمقاومة بكل تنوعها المشروع، بما يعني انه ما من احد بعد الآن بوسعه اللعب على خلافات السياسة وتناقضات المصالح الفئوية والحزبية، والتصيد بمياهها العكرة، ولسنا الآن سوى الشعب الفلسطيني بكل اطيافه وفصائله وقواه وبقيادته الشرعية، من يقف ليتصدى لهذه المذبحة ويلجم هذا العدوان ويسقط هذه الحرب التي يريدها الاحتلال مفتوحة الى ابعد حد، وهو امر لن يناله مهما توحش، والأيام بيننا .
رئيس تحرير الحياة الجديدة