نحن هنا- حافظ البرغوثي
تحدث رئيس الموساد تامير باردو أمام رجال أعمال فسرد ثلاثة أخطار تواجه إسرائيل أولها عدم حل الصراع مع الفلسطينيين بينما السائد إسرائيليا أن امتلاك إيران للسلاح النووي هو الخطر الحقيقي الذي يسمسر عليه نتنياهو منذ سنين وألحقه بخطر داعش في العراق.. لكن رئيس الموساد كسابقه مائير داغان وضع عدم حل الصراع كأهم خطر يواجه إسرائيل وليس النووي الإيراني ولا داعش وأخواتها.
سياسة نتنياهو تقوم في الأساس على إعادة إطلاق المشروع الصهيوني الاستيطاني فبعد اتفاق أوسلو بدأ الحديث عما بعد الصهيونية حيث الخواء والفراغ.. لأن إسرائيل ستفقد حافزها الوجودي وهو الاستيطان، فأي حل سلمي سيعني نهاية هذا الحافز الذي جعل إسرائيل تتقوقع كدولة «غيتو» تتماسك في محيط معاد.. لكن نتنياهو وحلفاءه من اليمين أعادوا إطلاق المشروع الاستيطاني للإبقاء على إسرائيل متماسكة وفي حالة حرب وليس في حالة سلام.
السلام نقيض الاستيطان وحتى الآن لم يدرك الكثير من الإسرائيليين أن غطرسة القوة لن تمدد من عمر إسرائيل واحتلالها إلى ما لا نهاية بل هذه السياسة هي الخطر الوجودي على إسرائيل وليس داعش أو النووي الإيراني. فإسرائيل تريد اقتناص الفرص في الخارج لدفن القضية، فمن أزمة العراق تريد استقلال كردستان كحليف استراتيجي نفطي وسط محيط إيراني تركي شيعي سني ومن داعش تريد بناء جدار على طول نهر الأردن وضم الأغوار وإنهاء حل الدولتين.. ومن الملف النووي الإيراني تريد تجييش العالم ضد إيران.
لكن الأحداث عندنا تؤكد عقم هذا السياسة، فالقضية لا تختفي لأن شعبها باق رغم الذبح المحيط.