وحدنا الدم. . والشمل التم- فتحي البس
يريد العدو من هجومه الوحشي على قطاع غزة تقسيم شعبنا والاستفراد بالقطاع ظنا منه أن استهداف حماس او الجهاد الاسلامي او غيرهما من الفصائل قد يخفف من ردة الفعل بالزعم انه يستهدف «ارهابيين».
أبناء شعبنا، قيادة وأفرادا ومنظمات, في الوطن والشتات, يعرفون أن العدوان مدبّر ومخطط له ولأهداف سياسية قصيرة النظر والبصر.
لذلك جاء الرد سريعا على لسان الناطق باسم الرئاسة, نبيل ابو ردينة بعد التنديد بالعدوان الوحشي «لن يقف الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي أمام المذبحة المفتوحة التي ترتكب بحق أطفاله ونسائه وشيوخه. فمن حق شعبنا التصدي للعدوان والدفاع عن نفسه من خلال جميع الوسائل والطرق المشروعة».
العدوان يوحد الشعب الفلسطيني، صحيح أن الخلاف السياسي كان دائما موجودا، ولكن عندما كان العدوان يقع, تتصدى له جميع السواعد, من كل الفصائل. وتجربة الصراع الطويل تاريخيا برهنت على ذلك. فعلى سبيل المثال، ورغم حالة الانقسام، عندما كان العدو يشن هجومه على قطاع غزة, كان كل المقاومين القادرين على حمل السلاح، ينزلون الى الميدان، يقاتلون ما استطاعوا الى ذلك سبيلا، دون أي حساب, أن قتالهم سيحسب لصالح فصيل أو آخر. يصبح التصدي للعدوان ودحره هو المهم.
شعبنا يرتب التناقضات بسرعة ويعرف تناقضه الاساسي مع عدوه الذي يحاول تدمير وحدته ومشروعه الوطني, بعد ذلك، لنختلف، فهذا طبيعي في حالة كل الشعوب في مرحلة التحرر الوطني.
لن ينجح العدو في تقسيم شعبنا بين مقاوم ومستسلم.
يعرف مثلا أن شعار فتح منذ تأسيسها، اللقاء فوق أرض المعركة، وها هو العدو يوسع عدوانه الجوي والبحري ويستعد كما يظهر للتقدم البري.
ستتصدى له كل السواعد بكل الامكانات المتاحة. ستهزم أهدافه الشريرة وستنتصر ارادة شعبنا مهما كان حجم التضحيات.
المواجهة الشاملة، يفرضها العدو مغرورا بتفوقه. جربها في السابق، احتل وقتل ودمر، ولكن هل تمكن بالنتيجة من قتل روح الكفاح لدى الشعب الفلسطيني؟، هل تمكن من منع تقدم هذا الشعب سياسيا وأخلاقيا على طريق اعتراف العالم كله، وإن كان ببطء لا يتناسب مع التضحيات، بحقوقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
العدوان الشامل الذي يشنه العدو على القطاع والضفة، يوحد الشعب ويعيد المجد الى ما ردده بصوت عال ابناؤنا: وحدنا الدم يا كرامة. . . وحدنا الدم
والشمل التم يا كرامة. . . والشمل التم.