أوقفوا العدوان
بدأت القيادة الفلسطينية بالتحرك على كافة المستويات الإقليمية والدولية لوضع حد للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي اخذ أبعاداً بدت واضحة للعيان حول أهداف إسرائيل جراء عدوانها هذا. السيد الرئيس محمود عباس بعث برسائله واجري اتصالاته بعدد من الزعماء العرب وعلى رأسهم الرئيس المصري، وكذلك أجرى اتصالات مع الإدارة الأمريكية والقوى العظمى وطالبهم بتحمل مسئولياتهم الدولية والقانونية في لجم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
واتخذت إسرائيل قرارها بشن عدوان على القطاع بعد جولات من الأحداث التي شهدتها الساحة الفلسطينية كان لها وقعها وتأثيرها على المشهد السياسي في إسرائيل سواء بعد تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية او بعد انتهاء أزمة الإسرائيليين المفقودين والذين عثر على جثثهم، حيث تتهم إسرائيل حماس بانها تقف وراء الحادثة .واستغلت إسرائيل هذه الحادثة من اجل ضرب الوحدة الفلسطينية من جديد، وتحميل القيادة الفلسطينية مسئولية إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل لأنها تتحمل المسئولية القانونية في حكم القطاع بعد توقيع المصالحة وتشكيل حكومة التوافق الفلسطينية. من جهة أخرى وجدت حماس في العدوان الإسرائيلي أيضا مناسبة لإحراج القيادة الفلسطينية واتهامها بالقصور في دفاعها عن الشعب الفلسطيني ومن جهة أخرى فان حماس التي تحررت قانونيا من حكم القطاع وجدت في إطلاق صواريخها على إسرائيل لزيادة الضغط على القيادة الفلسطينية أمام الرأي العام العالمي.
مهما يكن من تداعيات وانعكاسات على هذا العدوان وأهدافه فان إسرائيل التي تعرضت لإحراج امام جمهورها بعد مقتل المستوطنين الثلاثة تبحث عن رد اعتبارها لكن ذلك يعتبر مسألة ثانوية في فكر نتنياهو وحكومته. حيث يدرك نتنياهو ان القلق قادم فقط من ناحية القيادة الفلسطينية التي سجلت انتصارات عديدة على إسرائيل وبالتالي لا بد من الوقوف بوجهها.
اسرائيل ربما تحقق بعد الأهداف المرحلية في عدوانها هذا، لكنها لن تنجح في تحقيق أهدافها الإستراتيجية وضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني وتقويض السلطة الفلسطينية، لكنها في النهاية سوف تكون أمام مساءلة دولية حول حجم جرائمها التي ارتكبتها.