"هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس  

تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس

الآن

غسان كنفاني.. الروائي الثوري- عيسى عبد الحفيظ

يبدو الحديث عن الشهيد الراحل غسان كنفاني سهلاً لكثرة المواهب التي تمتع بها، فهو قاص من الدرجة الأولى، ورسام موهوب ملتزم، وأديب ذو باع طويل، لكنه قبل كل هذا مناضل من الطليعة الاولى التي واكبت النكبة وما زالت ذاكرته متخمة بالذكريات من شواطئ عكا وسورها الذي استعصى على نابليون بونابرت.

لكن عندما تغوص في تفاصيل هذه الشخصية الفذة، تجد نفسك في حيرة ليس من السهل الخروج منها. فمن أين تبدأ وأين تنتهي، وماذا تقول في هذه الشخصية التي اقتحمت عالم الثورة قبل عالم الأدب، بل كيف استطاع بقلمه النادر ان يدجن الأدب ويلوي عنقه بعبقرية نادرة ليضعه على سكة الثورة. وكيف استطاع أيضاً ان يلوي أعنة الرسم ليجعل منه أداة ناجحة وفعالة في خدمة الثورة. وكيف استطاع ان يوجه القلم ليجعل منه أسلوباً وطريقة فذة لنقل معاناة الهجرة والنكبة وآثارها على الفلسطيني الذي اضطر الى الهجرة الى الكويت بدون تأشيرة مختبئاً في خزان مياه تحت درجة حرارة الصيف الصحراوي حيث يقضي بداخله بعد ان تأخر عليه ابو الخيزران بسبب البيروقراطية العربية، والمزاج السمج من شرطة الحدود.
من هنا، قال غسان كنفاني قولته الشهيرة: "اذا كنا مدافعين فاسدين عن القضية.. فالأجدر بنا ان نغير المدافعين.. لا ان نغير القضية".
غسان، الرسام، والكاتب، والروائي، والقاص، والمناضل، كان يشكل هاجساً للأعداء، لذا كان يجب ازاحته عن الطريق بوضع عبوة ناسفة تحت سيارته مع الطفلة ابنة اخته ليطيرا معاً عصفورين محلقين باتجاه عكا.
كان ذلك تحديداً في الثامن من تموز عام 1972 في منطقة الحازمية في بيروت، لتفقد الحركة الوطنية الفلسطينية علماً في عالم الأدب والثقافة، بعد ان فقدت رمزاً نضالياً من الدرجة الرفيعة.
صال وجال في عالم الاحزاب، من حركة القوميين العرب عام 1953، الى الكويت اين عمل في التدريس، وهناك كتب مجموعته القصصية القصيرة وكانت منها "موت سرير رقم 12".
لكن رائعته "رجال في الشمس" تبقى هي المميزة والجديرة بتلقينها الى أجيالنا، والتي تم اخراجها فيلماً تحت نفس العنوان باللونين الابيض والاسود حتى تعطي الصورة الحقيقية للحبكة الدرامية والمصير الاسود للفلسطيني اذا ما تخلى عن السعي لاسترداد الوطن السليب.
تم اعتماد "عائد الى حيفا" في برنامج التوجيهي في المملكة المغربية، وكان الأجدر ان يتم ادراجها أو روايته الاخرى في برنامج اكثر من قطر عربي، ولم لا يجري ذلك في البرنامج التعليمي الفلسطيني؟
روايات غسان ليست فقط متعة فكرية، انها طريقة مثلى لترسيخ الالتزام وجعل الانتماء الفلسطيني أمراً حيوياً وجوهرياً، وكما قال في احدى روائعه "خيمة عن خيمة تفرق" فخيمة اللجوء التي فرضت على الفلسطيني ليتحول الى مسمى "لاجئ" ليست الخيمة التي يستظل تحتها الفلسطيني الفدائي الذي يسعى للعودة الى الوطن.
من رائعته "رجال في الشمس" الى "أرض البرتقال الحزين" الى "عائد الى حيفا" الى "ام سعد" الى "ما تبقى لكم" الى "عن الرجال والبنادق" الى "عالم ليس لنا" الى مجموعته القصصية القصيرة، الى كتاباته الأدبية الاخرى، الى رسوماته المعبرة عن المسيرة الفلسطينية ورحلة النضال، ينتقل بنا غسان كنفاني الى عوالم تدفع القارئ مرغماً ان يتمسك بفلسطينيته رغم كل مؤامرات القهر والتذويب والنسيان، ألا يحدونا هذا الى اقرار بعض روايات غسان في مناهجنا المدرسية او الجامعية. كثيرة هي الرسائل على مستوى الماجستير والدكتوراة التي تمت مناقشتها حول أدب غسان كنفاني، اذكر منها عدة رسائل قدمت في المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا.
الحديث عن غسان يطول، وها أنا القي حجراً في البركة الراكدة لعل وعسى ان تتسع تلك الدوائر لتلامس الضفاف.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025