الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس  

"فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

الآن

غسان كنفاني.. الروائي الثوري- عيسى عبد الحفيظ

يبدو الحديث عن الشهيد الراحل غسان كنفاني سهلاً لكثرة المواهب التي تمتع بها، فهو قاص من الدرجة الأولى، ورسام موهوب ملتزم، وأديب ذو باع طويل، لكنه قبل كل هذا مناضل من الطليعة الاولى التي واكبت النكبة وما زالت ذاكرته متخمة بالذكريات من شواطئ عكا وسورها الذي استعصى على نابليون بونابرت.

لكن عندما تغوص في تفاصيل هذه الشخصية الفذة، تجد نفسك في حيرة ليس من السهل الخروج منها. فمن أين تبدأ وأين تنتهي، وماذا تقول في هذه الشخصية التي اقتحمت عالم الثورة قبل عالم الأدب، بل كيف استطاع بقلمه النادر ان يدجن الأدب ويلوي عنقه بعبقرية نادرة ليضعه على سكة الثورة. وكيف استطاع أيضاً ان يلوي أعنة الرسم ليجعل منه أداة ناجحة وفعالة في خدمة الثورة. وكيف استطاع ان يوجه القلم ليجعل منه أسلوباً وطريقة فذة لنقل معاناة الهجرة والنكبة وآثارها على الفلسطيني الذي اضطر الى الهجرة الى الكويت بدون تأشيرة مختبئاً في خزان مياه تحت درجة حرارة الصيف الصحراوي حيث يقضي بداخله بعد ان تأخر عليه ابو الخيزران بسبب البيروقراطية العربية، والمزاج السمج من شرطة الحدود.
من هنا، قال غسان كنفاني قولته الشهيرة: "اذا كنا مدافعين فاسدين عن القضية.. فالأجدر بنا ان نغير المدافعين.. لا ان نغير القضية".
غسان، الرسام، والكاتب، والروائي، والقاص، والمناضل، كان يشكل هاجساً للأعداء، لذا كان يجب ازاحته عن الطريق بوضع عبوة ناسفة تحت سيارته مع الطفلة ابنة اخته ليطيرا معاً عصفورين محلقين باتجاه عكا.
كان ذلك تحديداً في الثامن من تموز عام 1972 في منطقة الحازمية في بيروت، لتفقد الحركة الوطنية الفلسطينية علماً في عالم الأدب والثقافة، بعد ان فقدت رمزاً نضالياً من الدرجة الرفيعة.
صال وجال في عالم الاحزاب، من حركة القوميين العرب عام 1953، الى الكويت اين عمل في التدريس، وهناك كتب مجموعته القصصية القصيرة وكانت منها "موت سرير رقم 12".
لكن رائعته "رجال في الشمس" تبقى هي المميزة والجديرة بتلقينها الى أجيالنا، والتي تم اخراجها فيلماً تحت نفس العنوان باللونين الابيض والاسود حتى تعطي الصورة الحقيقية للحبكة الدرامية والمصير الاسود للفلسطيني اذا ما تخلى عن السعي لاسترداد الوطن السليب.
تم اعتماد "عائد الى حيفا" في برنامج التوجيهي في المملكة المغربية، وكان الأجدر ان يتم ادراجها أو روايته الاخرى في برنامج اكثر من قطر عربي، ولم لا يجري ذلك في البرنامج التعليمي الفلسطيني؟
روايات غسان ليست فقط متعة فكرية، انها طريقة مثلى لترسيخ الالتزام وجعل الانتماء الفلسطيني أمراً حيوياً وجوهرياً، وكما قال في احدى روائعه "خيمة عن خيمة تفرق" فخيمة اللجوء التي فرضت على الفلسطيني ليتحول الى مسمى "لاجئ" ليست الخيمة التي يستظل تحتها الفلسطيني الفدائي الذي يسعى للعودة الى الوطن.
من رائعته "رجال في الشمس" الى "أرض البرتقال الحزين" الى "عائد الى حيفا" الى "ام سعد" الى "ما تبقى لكم" الى "عن الرجال والبنادق" الى "عالم ليس لنا" الى مجموعته القصصية القصيرة، الى كتاباته الأدبية الاخرى، الى رسوماته المعبرة عن المسيرة الفلسطينية ورحلة النضال، ينتقل بنا غسان كنفاني الى عوالم تدفع القارئ مرغماً ان يتمسك بفلسطينيته رغم كل مؤامرات القهر والتذويب والنسيان، ألا يحدونا هذا الى اقرار بعض روايات غسان في مناهجنا المدرسية او الجامعية. كثيرة هي الرسائل على مستوى الماجستير والدكتوراة التي تمت مناقشتها حول أدب غسان كنفاني، اذكر منها عدة رسائل قدمت في المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا.
الحديث عن غسان يطول، وها أنا القي حجراً في البركة الراكدة لعل وعسى ان تتسع تلك الدوائر لتلامس الضفاف.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025