الاعـتـداء العــــار على وزير الصحة - أ . سامي ابو طير
الاعتداء على وزير الصحة الفلسطيني هو عملٌ جبّان وعــارٌ على مرتكبيه ومن يقف خلفهم ! ، وأعتقد بأن هذا العمل يُعتبر عملاً مشبوهاً وغير وطنياً ، ويستحق المحاسبة للذين قاموا بهذا الفعل اللاأخلاقي المشبوه لأنه يصب في تعزيز الانقسام وعدم التحلي بالروح الوطنية الفلسطينية خصوصا عند الأزمات والكوارث التي نمر بها اليوم في فلسطين وخصوصا في غزة الصمود ، كون ذلك العمل الجبّان جاء في هذه الظروف الصعبة التي يقف فيها أبناء فلسطين جميعاً كالجسد الواحد للدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني البطل الذي يواجه اّلة الدمار و الغطرسة الاسرائيلية الهمجية.
الاعتداء الآثم على وزير الصحة د. جواد عواد وزير حكومة التوافق الوطني عند قدومه الى غزة عبر معبر رفح البري هو اعتداء على فلسطين أولاً ثم على المصالحة الفلسطينية ، وهو عــــارٌ على مرتكبيه خصوصا في هذا الوقت تحديدا الذي يجب علينا لململة جراحنا والوقوف بجانب بعضنا البعض لمواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة.
العار الحقيقي على مرتكبي هذه الفضيحة في هذا التوقيت بالذات الذي يخوض فيه جميع أبناء الشعب الفلسطيني معركة الصمود والتصدي ضد العدوان الاسرائيلي الهمجي على شعبنا الفلسطيني البطل في غزة الحبيبة و في الضفة الغربية الغالية .
كان الأجدر بتلك الشرذمة اللاوطنية أن تتعالى على جراحها وتعمل من أجل فلسطين أولا إن كانت تلك الجهة المُعتدية على الوزير لا تُعتبر جهة تخدم أجندات الأعداء للقضاء على المصالحة الوطنية و وئدها في مهدها ليعيش تجار الانقسام ويفرح أعداء فلسطين وترقص اسرائيل على أنغام الفُرقة و الشتات والانقسام الملعون .
للعلم وزير الصحة قام بتوفير مبلغ 40 مليون دولار لمستشفيات قطاع غزة عند نشوء الأزمة الحالية التي نتجت عن العدوان الهمجي الاسرائيلي ، كما أرسلت السلطة الوطنية شاحنات أدوية ومساعدات طبية بقيمة 10 مليون دولار منذ اليوم الأول للعدوان على غزة ...
ومن لم يصدق من أولئك الحاقدين فليستمع ويقرأ ما ذكرة د. مفيد الحساينه وزير الأشغال في حكومة التوافق الوطني الموجود أساسا في غزة ليعرف الدور الكبير الذي قام به الوزير "عواد" عند حدوث هذه الأزمة على غزة ، وليعلم أكثر أن الاحتلال الاسرائيلي هو العائق الأكبر لعدم قدوم وزير الصحة الى غزة منذ اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي على غزة .
أقول هذا للمشككين و الردّاحيين أصحاب الأبواق اللاوطنية التي كانت تبث السموم من خلال تصريحاتها اللامسئولة بالتشكيك و التخوين لأبناء الوطن في ظل الهجمة الشرسة على الوطن وعلى غزة تحديداً ... كفاكم عـــاراً لأن فلسطين أكبر بكثير مما تنظرون تحت أقدامكم .
وأنظروا الى ما زرعتم بسمومكم التي أنبتت سُـماً زعافاً عاد عليكم اليوم قبل الغد ، حيث استنكر جميع الوطنيين الشرفاء كما استنكرت جميع الأوساط الفلسطينية ما حدث اتجاه الوزير عواد من مهزلة وفضيحة هي عـــــــارٌ علينا جميعاً ، ألم تسألوا أنفسكم ماذا سيقول الأعداء و هم يشاهدون ما يحدث ؟ .
أجزم بأن هذا الفعل المُشين هو عـار حقيقي على كل من قام به ويستحق التقديم للمحاكمة نتيجة لذلك.
د. جواد عـواد جاء الى غزة بناءً على توصيات السيد الرئيس ابو مازن "حفضه الله" وحكومة التوافق الوطني واستمراراً لمواصلة القيادة الفلسطينية بتحمل مسئولياتها اتجاه شعبنا الصامد في قطاع غزة وخصوصا في هذا الظرف الطارئ الذي ما أحوجنا فيه للتكاثف والمحبة.
وبالرغم من ذلك الحادث الاليم ولتفويت الفرصة على المشبوهين أعلنت قيادتنا الفلسطينية الوطنية بعدم تخليها عن أهلنا في قطاع غزة ،وأنها ستقف بجانبهم جنبا الى جنب ضد العدوان الاسرائيلي الغاشم ، كما ستعمل قيادتنا الفلسطينية الوطنية التي تعشق الوطن فلسطين وتعمل من أجله فقط و لا تعمل لأجندات خاصة أو وفقا لمصالح حركية ضيقة بأنها ستفعل كل ما تملك لوقف العدوان الاسرائيلي على أهلنا في غزة من خلال المحافل الدولية وبالتعاون مع الأشقاء العرب و القيادة المصرية الشقيقة لكبح جماح وتعطش اسرائيل للدماء الفلسطينية وتفويت الفرصة عليها من التـغّــول الاسرائيلي لإراقة مزيداً من الدم الفلسطيني الطاهر وتدمير ممتلكات المواطنين الأبرياء.
أخيراً "وما جزاء الإحسان إلا الإحسان" ولهذا أطالب من جميع الجهات المختصة العمل على التحقيق لمحاسبة القائمين و المُحرضّين على هذا الفعل المُشين اتجاه وزير الصحة الفلسطيني الذي جاء ليقف مع إخوانه وأبناء شعبه ليشدّ من أزرهم اتجاه ما يتعرضون له من جرائم من طرف العدو الاسرائيلي الغاشم ، خصوصاً أنه لم يُقصر في عمله نهائياً كما أوضح د. مفيد الحساينه وزير الأشغال الحالي و هو يتابع كل شيء أولا بأول ويتخذ اللازم لتذليل العقبات.
التحية والتقدير للقيادة الفلسطينية الوطنية الخالصة التي تعمل لأجل فلسطين أولاً وأخيراً ، و أوجه تحية شكر واعتزاز ومحبة لفخامة السيد الرئيس ابو مازن لما يبذله من الجهد والعمل الوطني الكبير لتجنيب شعبنا ويلات الحرب والخراب والدمار ، كما أوجه الشكر للدكتور موسى ابو مرزوق القيادي في حركة حماس لأنه استنكر و طالب بالتحقيق ومحاسبة أصحاب ذلك الفعل المُشين.
أتمنى على أبناء شعبنا الفلسطيني البطل الصامد أن يتحلوا بالروح الوحدوية الوطنية التي عهدناه بهم دائما وقت الأزمات و الكوارث وخصوصاً عند مواجهة المحتل الغاشم ، ولهذا مزيدا من الوحدة والتكاثف ونكران الذات من أجل فلسطين وإحـراز النصر المؤزر على الكيان الهمجي المحتل.