الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

ما التالي لغزة؟ .. - روبرت تيرنر/ مدير عمليات الأونروا في غزة

في الوقت الذي أجلس فيه في غرفة مكتبي التي أصبحت غرفة نومي أيضا في مدينة غزة وأنصت لأصوات الضربات الجوية ونيران الصواريخ، كان الحديث يجري حول السبل الكفيلة بوضع نهاية للعنف. إن تلك هي أكبر الرغبات، وتحديدا بالنسبة للسكان المدنيين في غزة الذين يعانون وطأة هذا التصعيد. ولكنني عندما أفكر بالأشخاص النازحين الذين يلتجئون في مدارسنا والبالغ عددهم 17,000 شخص، والذين تحدثت مع البعض منهم بالأمس، فإنني أتساءل ما الذي قد يعتقدونه حيال ذلك. وحيث انهم قد شاهدوا كافة تلك الأمور من قبل، فإن هذا النزوح بالنسبة لمعظمهم هو النزوح الثالث منذ عام 2009؛ والعديدون منهم عادوا للجوء إلى نفس الغرفة الصفية. وإذا ما تأتى لوقف إطلاق النار المحتمل أن ينتهي بنفس الكيفية التي انتهى إليها ما سبقوه، فهل يعتقدون أن هذا شيء مختلف عن مجرد فترة استراحة بسيطة من العنف؟
وبالنسبة لغزة، فإن العودة إلى "الهدوء" يعني العودة إلى سنة ثامنة من الحصار. وهي عودة لأن يكون أكثر من 50% من السكان إما عاطلين عن العمل أو موظفين بلا رواتب. وهي عودة للحبس في غزة دون سبيل للوصول الخارجي للأسواق أو التوظيف أو التعليم – وباختصار، دون سبيل للوصول إلى العالم الخارجي. 
فعلى سبيل المثال، إن كانت إحدى الجدات اللواتي تحدثت إليهن بالأمس ترغب بالذهاب لجامعة بيرزيت في الضفة الغربية للدراسة، فإنها لا تستطيع. إن الحكومة الإسرائيلية ليست بحاجة لأن تثبت أن هذه الجدة تشكل أي تهديد خاص على الأمن حيث انها قامت بالموافقة على فرض حظر شامل على الغزيين الذين يدرسون في الضفة الغربية استنادا الى تهديد أمني غير معروف. إن الغالبية العظمى من السكان ممنوعون من مغادرة هذه القطعة من الأرض التي تبلغ مساحتها 365 كيلومتراً مربعاً.
وإذا ما أتيح لواحد من مزارعي البندورة الذين التقيتهم بالأمس العثور على مشتر لمنتوجاته في باريس أو بيوريا أو براغ وفق شروط معينة، فبإمكانه أن يقوم بوضع محصول البندورة داخل صندوق ويقوم بشحنها عبر المعبر التجاري الوحيد المفتوح ومن ثم إلى ميناء أشدود أو مطار بن غوريون – وهما إثنان من أكثر المناطق الحساسة أمنيا في إسرائيل. وللأسف، فليس هنالك أي سوق للبندورة الغزية في باريس أو بيوريا أو براغ. إن هنالك سوقا للبندورة الغزية في إسرائيل والضفة الغربية، إلا أن هذا المزارع ليس مسموحا له بيع محصوله من البندورة هناك بسبب نفس التهديدات الأمنية غير المحددة.
إن كبار السن الذين التقيتهم بالأمس يتساءلون عن الكيفية التي سيصلون فيها إلى سبل الرعاية بعد وقف إطلاق النار هذا. فبخلاف الخدمات التي نقوم بتوفيرها في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) وبعض المنشآت الخاصة والتابعة للمنظمات غير الحكومية، فإن نظام الرعاية الصحية الحكومي قد بدأ يتداعى. وقد تعرضت البنية التحتية لأضرار والناس يتساءلون عمن سيتحمل مسؤولية إصلاحها. وإذا لم يتم السماح للسلطة الفلسطينية بفعل ذلك أو أنها لم تكن قادرة على ذلك، فهل من المتوقع أن يقوم المجتمع الدولي بالأمر؟ أم هل ستقوم إسرائيل، السلطة المحتلة، بتحمل تلك المسؤولية؟ 
إن النساء اللواتي قابلتهن بالأمس يتساءلن عن المدرسة التي سيذهب إليها أطفالهن بعد ستة أسابيع قصيرة إن لم تكن المدرسة التي يقصدونها واحدة من مدارس الأونروا التي يبلغ عددها 245 مدرسة. من سيقوم بإصلاح المدارس الحكومية ويقوم بتوفير الكتب المدرسية ويدفع للمدرسين؟ وإذا لم تفتح المدارس الحكومية أبوابها فهل من المتوقع أن تقوم الأونروا بملء هذا الفراغ؟ إننا نفتقر إلى القدرة المادية والموارد البشرية والمالية لقبول العشرات، بل وحتى المئات من الآلاف من الطلبة الإضافيين في مدارسنا. 
إن الأونروا وعائلة الأمم المتحدة، بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومكتب تنسيق المساعدات الإنسانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لا تزال منخرطة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية لسكان غزة. ومن بين المجالات التي قامت الأونروا بتحجيم عملها فيها في السنوات الماضية كان مجال البناء الذي كنا نقوم به بدرجة كبيرة. لقد كان ذلك غالبا يتعلق بالمدارس التابعة لبرنامجنا التعليمي الذي قمنا من خلاله بتدريس أكثر من 230,000 طفل في العام الماضي، وبالمساكن لأولئك الذين تدمرت منازلهم في النزاعات الماضية أو تم هدمها من قبل إسرائيل. وإذا ما أردنا بناء شيء ما فإن علينا أن نقدم اقتراحا مفصلا للمشروع لإسرائيل مرفقا بالتصميم والموقع وتقرير كامل بالكميات. وسيقوم الإسرائيليون بعد ذلك بمراجعة المقترح، وهي عملية من المفترض ألا تستغرق أكثر من شهرين إلا أنها بالمعدل تستغرق 20 شهرا. ولم نتسلم أية موافقة على أي مشروع في الفترة الواقعة بين آذار 2013 وحتى أيار 2014، خلال فترة "الهدوء" الأخيرة، على الرغم من أن مشاريع تصل قيمتها ما يقارب من 100 مليون دولار تنتظر الموافقة. فهل ستكون فترة "الهدوء" هذه أفضل من سابقاتها؟ 
والأكثر أهمية من ذلك، فإن الناس هنا يتساءلون عمن سيحكم غزة. وليس هنالك من أحد لديه إجابة على هذا السؤال. إنني أعتقد أن سكان غزة سيقولون انه إن كان هذا هو شكل "الهدوء" الذي يعتقد أنه سيكون عليه، مفاضلة مع العنف الحالي، فإنه لن يدوم. إنه لن يدوم بالفعل.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025