دماء غزة ... و حراك الرئيس - اللواء مازن عز الدين
اتابع بدموع العز و الانفة و الشموخ و الكبرياء التي تتحجر في عيوننا.. اتابع دم اطفالنا في غزة ، دم اخواننا في غزة ، دم الهامات العالية التي لا و لن تعلوا فوقها هامات ، دم اصحاب الرايات العربية الفلسطينية العالية التي لن تعلوا فوقها رايات ... انها دماء غزة ... دماء تلعن كل من لا يساندها تلعن كل ما لا يعمل على استثمارها لوقف العدوان حتى تكون النهايات المشرفة لدم سكبناه منذ قرن من الزمان من اجل هدف كان كبيرا واصبح ، صغيرا وهو دولة على حدود الرابع من حزيران 1967 و حشدنا له كل من لديه بقايا من ضمير في حقلنا العربي المنشغل بداعشه و بغبرائه من المحيط الى الخليج ، و عالمنا الاسلامي الذي لا حول له و لا قوة الا الدعاء و هذا اضعف الايمان !!! و رضينا بأقل القليل من وطننا الحبيب 22% منه واسرائيل وحلفاؤها لم يقبلوا تنفيذ ذلك حتى الأن ،و المفاوضات طالت و قصرت ، طالت وقصرت ، بدأت و توقفت ..الخ.. على امل.. يذهب بعيدا ، ويعود قريبا ...الى ان تتوقف لعبة تعاقب الإدارات الأمريكية و الحكومات الاسرائيلية الذين يورثون بعضهم البعض قضيتنا ، و دمنا... و يضعوه تحت عناوين امن اسرائيل وأ رضائها .
ونحن لا نملك الا الانتظار .. حتى يغادر باراك اوباما ، و تنتهي ولايته و يأت من يأت بعده و يرث دمنا و يقدمه امنا و سلاما لإسرائيل ... و نحن ننتظر الى ما لا نهاية من الإنتظار .
وعودة الى مشهد غزة ، عودة الى كل بيت مدمر ، عودة الى كل حجر يشهد انه ارتوى من دم اطفالنا ، عودة الى كل شهيد عانق ثراها المقدس ، عودة الى كل جريح ينتظر ان يعود لحياته و يواصل ... عودة الى كل الذين يخافون من قذيفة قد تفاجئهم في لحظة افطارهم او في لحظة صلاتهم ... وصبروا على خوفهم من اجل 22% من وطنهم فبعتوا للجميع رسالة دمهم رسالة حصارهم رسالة جوعهم رسالة ليلهم وانعدام الكهرباء لديهم رسالة الموت المتلاحق كأمواج البحر يطارد اطفالهم رسالة الكذب المتواصل عليهم رسالة انهاء معاناتهم كغيرهم رسالة انهاء الحصار المفروض عليهم ... فنتساءل الى متى ؟ ننتظر متى يتحقق ذلك ..؟ اذا كان الحل اكبر و اوسع من اتفاق 2012 و رفع الحصار عنهم؟؟و هنا اننا نتوجه الى الرئيس ابو مازن الذي يجوب العواصم المتباعدة بمواقفها كتباعد المسافات بينها والتي تمارس لعبة شد الحبل فيما بينها و دمنا يتفجر ينابيع في غزة ، فنقول لسيادته ، إن هذه المعركة من معاركنا قوة لك .. قدرة هائلة بين يديك و قوة دافعة لك فرضها الاحتلال و هي ليست معركة فصائلية ، فهي تأتي في ظل نجاحك في انهاء الانقسام و عودة اللحمة الوطنية ، و انها تأت بعد ان احرق المستوطنون اجسادنا من الداخل و الخارج في شخص الشهيد محمد ابو خضير فحرقوا قلوبنا التي ملت الانتظار و سئمت المفاوضات التي طالت و طالت الى الحد الذي نرى فيه ان اسرائيل و قيادتها حمائمها و صقورها لديهم اجماع للتنكر لحقوقنا في فلسطين ، التنكر بما اقرته الشرعية الدولية ، و يستهلكون وقتكم الذي هو و قت الشعب الفلسطيني .. و لهذا.. و لذاك.. ولتلك.. ... و لكل المصطلحات التي فقدت مضمونها وكل محتوياتها لدى الجميع نقول لك يا سيادة الرئيس ... انت اليوم تملك الموقف كله ... تملك ياسر عرفات بكامله ... تملك اغصان الزيتون كلها في الضفة الابية تملك البنادق التي اقسمت ان تقاوم و تستمر في المقاومة في غزة هاشم التي رسمت حدودنا التاريخية بمقاومتها فنقول لك وانت الذي حسم انطلاقة الثورة الفلسطينية و كفاحها المسلح في الفاتح من يناير 1965 مع رفاق الدرب الطويل .. الطويل .
المعركة هي في حقلك ، في بستانك ...في حديقة ثورتك ... نقول لك و نرجوك .. ان تستثمر ذلك كله بوقفة العز التي يقفها شعبك بجناحيه بل في كل اماكن تواجده ... ان تطلب من الشرعية الدولية في كل مستوياتها تحديد زمن و تاريخ و وقت ومدى(ايام..اشهر..,سنوات...قرن) لإقامة الدولة الفلسطينية بكل تفاصيلها و انهاء الاحتلال دون مماطلة و اضاعة وقت . وقدم خياراتك الواضحة و ضوح الشمس ان ارادوا اسقاط الغصن الاخضر من يدك فدعنا نعود لخياراتنا الآخرى ... دعنا نعود الى الخيار الذي غيروا اسمه و هويته و ادخلوا عليه تسمية الارهاب و هم يتربعون على عرش الارهاب ... لحظتها سيكون الشعب كل الشعب معك ومع فتح التي انحنت كثيرا .. كثيرا و اصبحت هاماتها تعانق الرمال بدلا من معانقة هامات الجبال .
مرة اخرى ... معك اغصان الزيتون في مدن الضفة واخواننا في اماكن كثيرة ومعك الخيار الاخر الذي لوح به الشهيد ابو عمار وتنفذه المقاومة ... وعليهم ان يختاروا و لكن هذه المرة بتحذير صريح منك فأنت الشرعية الفلسطينية بكل خياراتها و باقي العالم معنا ومع نضال شعبنا ومع قضيتنا التي طال امدها ومن هم مع اسرائيل لن يغيروا مواقفهم و ردود افعالهم المؤيدة لها. نريد منكم انهاء الحصار الظالم عن شعبنا في غزة نريد منكم الدولة الفلسطينية في زمانكم وزمن جيل عظيم قدم أغلى التضحيات ولازال.
معك شعبنا العنيد بعزته التي يستمدها من عزة الله
معك الشعب المقاوم بكل الخيارات
معك الشعب الذي ينتظر لحظة فرح طال انتظارها كثيرا ....