الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

أثر النكسة... فراغ

الحدود الشرقية (غور الأردن) 5-6-2011 وفا- جميل ضبابات

لا أثر ظاهرا هنا، فلا بشر ولا حياة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود، ثمة حدود تشكل في جوهرها الجغرافي أزمة مؤجلة  تتعلق بحدود الدولة الفلسطينية العتيدة على أراضي عام 1967.
الضفة الغربية المحاطة بجبال صخرية من ناحية الشرق تطوقها أيضا نقاط التفتيش التابعة  لجيش الاحتلال الإسرائيلي والقواعد العسكرية، وبالنسبة للفلسطينيين فإن دخول المنطقة محرم، وقد يكون ثمنه الحياة إن انفجر أحد الألغام في أي لحظة.
ليس سوى نعيق الغربان، وعدد من الطيور الجارحة تحلق عابرة الحدود التي يقسمها فاصل طبيعي، هو نهر الأردن الذي لا يستفيد الفلسطينيون منه نقطة ماء واحدة، منذ اليوم الأول للاحتلال.
ويصف الفلسطينيون القيود الإسرائيلية على طول الشريط الحدودي المغلق بإحدى علامات الاحتلال، وتعتبر إسرائيل المنطقة بأنها ذات بعد إستراتيجي لحماية الحدود التي ظلت طوال 44 عاما فارغة من الوجود الفلسطيني.
وهكذا كان الوضع هنا في  الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة التي احتلت فيها إسـرائيل ما تبقى من الأرض الفلسـطينية، بما فيها القدس، إضافة إلى هضبة الجولان وشــبه جزيرة سـيناء.
كانت المنطقة مركزا لتجارة الخضار وسلع أخرى لآلاف السنين، حيث كانت تنقل الخضار والفواكه إلى الدول العربية من الأرض الفلسطينية عبر ممرات النهر، ونشأت بفعل حركة التجارة والزراعة عدة تجمعات، لا سيما، قريتي الدير والساكوت، لكن إسرائيل مسحتها عن الأرض في الأيام الأولى للنكسة.
جميع  أصحاب المشاريع الزراعية رحلوا، لم يبق خلفهم سوى بقايا غرف قديمة كان يسكن فيها السكان ويعملون على مراقبة مضخات المياه.
في الليل تتردد أصداء سيارات عسكرية يمكن سماعها من القرى الحدودية، وعبر الحدود يمكن رؤية السيارات على الطرق في الجانب الأردني... فالقوات الإسرائيلية لا تترك الحدود للحظة واحدة.
وفرضت إسرائيل قيودا صارمة على الدخول إلى المنطقة، ولم تضف غرفة واحدة، وهدمت منذ ذلك اليوم جميع الخرب القائمة في المنطقة.
لم يتوسع هذا الجزء من الضفة الغربية غداة نكسة حزيران، وظل فارغا منذ ذلك الحين.
في ذلك العام، وضعت سلطات الاحتلال يدها على كامل المنطقة الحدودية الغنية بمواردها وذات البعد الإستراتيجي، الممتدة من جنوب أريحا حتى شمال شرقي الضفة الغربية عبر الحصار، وخسر السكان أراضيهم بسبب العزل.
 وقال مدير معهد الأبحاث التطبيقية جاد اسحق، الذي يتخذ من بيت لحم مقرا رئيسا له: إن "السلطات الإسرائيلية تعزل في هذه المنطقة مليونان ومئتا ألف دونم، لا يستفيد منها الفلسطينيون شيئا منذ عام 67".
وأضاف: "أنهى الاحتلال الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة منذ الأيام الأولى لاجتياحه الضفة الغربية، ودمر في منطقة شمال الغور فقط، 40 مضخة مياه كانت هي عماد الحياة فيها".
وقال: "تلك هي المنطقة التي تكفل لنا حقوقنا المائية في نهر الأردن والبحر الميت"، مشيرا إلى أن الأملاح والمعادن تعتبر دخلا قوميا لكل من إسرائيل والأردن، فيما لا يحصل الفلسطينيون المشاطئون هم أيضا للنهر والبحر الميت على شيء.
وأوضح أن "هذه المنطقة الوحيدة التي تضمن للفلسطينيين تواصلا جغرافيا مع الأردن مع بقية العالم، وإذا بقيت هذه المنطقة خارج إطار الدولة الفلسطينية، فإن إسرائيل ستبتلع دولة فلسطين".
وأطلق الإسرائيليون على حرب 1967 "حرب الأيام الستة" نظرا لتفاخرهم بأنها استغرقت ستة أيام فقط لا غير استطاعوا فيها هزيمة الجيوش العربية. وكان من أسوأ نتائجها خسارة الضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، وهضبة الجولان.
وأصدر مجلس الأمن الدولي آنذاك قرارا رقم (242) في تشرين الثاني عام 1967 الذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران عام 1967.
ومنذ عام 1967 عمدت إسرائيل إلى السيطرة على أحواض المياه وعشرات الآبار الارتوازية، ودمرتها وسيطرت على أخصب الأراضي الزراعية التي تمتد على طول الضفة الشرقية لنهر الأردن، وأحاطتها بسياج حديدي مكهرب وزرعت فيها الألغام.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024