الاقتراب من الهدنة - عمر حلمي الغول
الحراك السياسي الفلسطيني بمستوياته الرسمية والفصائلية متعامدا ومتناغما مع الجهود العربية والاقليمية والدولية يتجه إلى إحداث إختراق في الاستعصاء، الذي شهده طيلة السبعة عشر يوما الماضية من الحرب الاسرائيلية المسعورة على محافظات الجنوب.
مؤشرات الاختراق، تمثلت اولا في فشل إسرائيل في تحقيق اهدافها من الحرب، وافتضاح وجهها النازي القبيح من خلال جرائم الحرب ، التي ارتكبتها ضد الاطفال والنساء والشيوخ والبنى التحتية؛ ثانيا صمود المقاومة في محافظات الجنوب؛ ثالثا وحدة الموقف الفلسطيني، والتي تمثلت بكلمة الرئيس عباس اول امس في الاجتماع القيادي، وبيان اللجنة التنفيذية للمنظمة، الذي اكد على تبني شروط المقاومة، وتأييد خالد مشعل لتوجهات وسياسات ابو مازن؛ رابعا إعلان الدوحة عن عدم وجود مبادرة خاصة بها، وانما جهود للمساعدة، وهو ما اكدته ايضا انقرة، والفضل في ذلك لجهود رئيس منظمة التحرير؛ خامسا تبني العالم كله المبادرة المصرية، ودعمها كعنوان للهدنة، وهو ما اكد كيري في القاهرة، وكذا دول الاتحاد الاوروبي ودول العالم الاخرى.
غير ان المبادرة المصرية، بما حملته من ايجابيات لصالح تركيزها على وقف المحرقة الاسرائيلية، إحتاجت إلى رفد ببعض الافكار لتعميق أهدافها الفلسطينية والاقليمية. وهذا ما ساهمت به القيادة الفلسطينية، من خلال نقلها للاجتهادات الموضوعية، وهو ما قام الاخ عزام الاحمد بنقله لوزير الخارجية المصري سامح شكري
كما ان زيارة جون كيري، وزير الخارجية الاميركي، الذي قام باللقاء مع الرئيس السيسي اول امس وايضا مع الرئيس عباس ونتنياهو أمس ، رئيس وزراء إسرائيل، وقبله لقاءات بان كي مون، امين عام الامم المتحدة، ساهمت بفكفكة بعض العقبات وخاصة المتعلقة بالرعاية المصرية الخالصة لاتفاق الهدنة، لاسيما وان بعض الاطراف الفلسطينية ( حماس) والعربية (قطر) والاثليمية (تركيا) سجلت تحفظ على تلك الرعاية، بعد ان فشلت في الالتفاف على الدور المصري، حرصت خلق حالة من التوازن، عندما طالبت الولايات المتحدة لتكون شريكا لها، وهو فعلا ما كانت تدفع به اميركا من خلف ستار حلفائها. ويبدو ان القيادة المصرية، رغم تحفظها على الدور الاميركي، خاصة وان ادارة اوباما، اعطت حكومة نتنياهو الضوء الاخضر لحربها الوحشية، تميل للاستجابة للشراكة، لاكثر من سبب. منها اولا الرغبة في وقف الحرب الهمجية على القطاع؛ ثانيا لعل اميركا تكون الضامن لدولة التطهير العرقي الاسرائيلية لإلزامها بالتفاهمات، التي سيتم الاتفاق عليها خلال الهدنة المقترحة لمدة خمسة ايام؛ ثالثا لقطع الطريق على القوى المعادية للدور المصري.
الساعات القليلة القادمة تحمل في طياتها تفاؤلا معقولا في تحقيق قفزة في وقف الحرب الاسرائيلية. ولعل تبني القيادة لشروط المقاومة، ودعوتها للاجتماع العاجل للاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير في القاهرة دون سواها خلال الايام القادمة، سيساهم في وجود موقف فلسطيني واحد يهيىء للقيادة الشرعية الامساك بزمام الامور، والحؤول دون مواقف عبثية من هنا او هناك تعطل الوصول للهدنة وحماية ابناء الشعب العربي الفلسطيني في القطاع من الحرب الاسرائيلية الوحشية.