16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني    متحدثون: قرار وقف وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة في فلسطين ضروري ويأتي في الاتجاه الصحيح    الامطار الغزيرة تغرق خيام النازحين في القطاع    60 عاما على انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"    الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة  

إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة

الآن

المدرسة والمجزرة - عمر حلمي الغول

توقفت المدرسة عن استقبال التلاميذ، خلت الفصول من صوت المدرس والمدرسة، صمت الجرس عن القرع طويلا. ساحة المدرسة سكنت، لم يؤد الاطفال تحية العلم؛ وهدأ الملعب من ضجيج رواده الصغار؛ لم تتمكن المدرسة من فتح الابواب للمعسكرات الصيفية. لم يكن قرارا إداريا، ولا رغبة ذاتية من التلاميذ ومدرسيهم، بل كان الامر خارجا عن ارادتهم، وفوق طاقتهم، ورضوخا لمشيئة الجلاد الصهيوني البشع، بدأت أصوات صواريخه وقذائفه ترعد وتزبد في سماء محافظات الوطن الجنوبية وعلى رؤوس الابرياء من الاطفال والنساء والرجال، منذ بدأت آلة الحرب الاسرائيلية تنهش اللحم الفلسطيني الحي قبل تسعة عشر يوما خلت. 
استبدلت المدرسة روادها زمن الحرب المحرقة، فباتت تؤوي على مدار الساعة عائلات تلاميذها في فصولها، لا اجراس ولا نشيد الصباح ولا تحية العلم. امست مأوى للاطفال والنساء والشيوخ المرغمين على ترك بيوتهم. هدأت خشيتهم من صواريخ وقذائف الموت الاسرائيلية. لانهم إعتقدوا ان القاتل الاسرائيلي، لن يغتال المواثيق والقوانين الدولية، وإفترضوا ان العالم الحر سيحول دون سحق إسرائيل الخارجة على القانون لعظامهم وارواحهم. 
خيارات الاحتماء من آلة القتل الاسرائيلية معدومة؛ لا ملاجىء تحت الارض؛ ولا فضاءات تسمح لهم بالابتعاد عن ساحات الموت؛ ولا كمامات من الغازات السامة؛ كل بيت هدف في بنك الاهداف، إن كان منزلا مستقلا ام في عمارة سكنية مؤلفة من عدة طوابق، والعدو من امامهم ومن فوقهم والبحر من خلفهم؛ لا مأوى سوى فصول المدرسة او الساحات العامة في المستشفيات او الركض من بيت لآخر بحثا عن الامان النسبي.
تلاشت افتراضات البسطاء من المواطنين حين نعقت اصوات البوم الاسرائيلية، والقت بحمم قنابلها وصواريخها لتلتهم لحم الاطفال والنساء والشيوخ، وتقصف ارواحهم البريئة داخل فصول وساحة المدرسة في بيت حانون، غير عابئة بالقانون والشرائع الدولية سوى شرائع الغاب وأسفار الموت التوراتية وفتاوي دوف ليئور وغيره من حاخامات الموت اليهود الصهاينة، وحملات التحريض على إشعال محرقة الموت ضد الاغيار الفلسطينيين من جوقة الفاشيين الجدد نتنياهو وليبرمان وبينت وإريئيل وفايغلن ونيكول ريدمانوحوطبلي. 
عشرات الشهداء والجرحى ذهبوا ضحية المجزرة في مدرسة بيت حانون قبل يومين، لا ذنب لهم سوى الاحتماء في فصول المدرسة، بعد ان ارغمتهم آلة الحرب الوحشية الاسرائيلية على النزوح عن بيوتهم المحاذية للحدود. لاحقتهم الطائرات وصواريخها، والدبابات ومدافعها في المدرسة، وطاردت ارواحهم البرئية. دونت إسرائيل في سجلها الاسود مجزرة جديدة، جريمة حرب جديدة في حرب الابادة الوحشية، التي تشنها على محافظات الجنوب الفلسطينية منذ تسعة عشر يوما، التي شهدت في كل يوم وساعة جريمة حرب، وهي تنتزع ارواح الاطفال والنساء والشيوخ والابرياء عموما من ابناء فلسطين في قطاع غزة، وهي تدمر البيوت على رؤوس ساكنيها، وتدمر المستشفيات والمؤسسات المدنية. 
قرعت طبول الحرب الاسرائيلية الوحشية، معلنة إستباحتها لارواح الفلسطينيين. لم تترك طائرات وبوارج ودبابات جيش الموت الاسرائيلي مكانا إلآ والقت عليه حممها الملتهبة المحملة بالاف الاطان من الديناميت والفسفور الابيض وكل مسميات وصنوف الاسلحة الجرثومية والكيمائية. لا محرمات في قاموس دولة اسرائيل المارقة، ولا معايير اخلاقية وقيمية او قانونية في حربها المسعورة، كل مدن وقرى وبيوت ومؤسسات ومزارع الاغيار الفلسطينيين أَدرجت اهدافا في بنك اهداف جوقة النازيين الجدد في حكومة الموت الاسرائيلية. 
أما آن الآوان للعالم ودعاة السلام والديمقراطية وحقوق الانسان العمل على وقف حرب المحرقة الاسرائيلية؟ 
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025