"مؤتمر باريس .. بين فلسطين وغزة" - المحامي حسن صالح
في اتصالات هاتفية صباحية مع اخوة واصدقاء في قطاع غزة .. كان الكلام ما بين البطولة والمجزرة وبين الدمعة والدمعة .. وبين الثقة والغضب .. ولم تخلى اتصالاتنا من دعابات لا بد منها، وخاصة ان كارثة الفصف على غزة عموما وعلى حيي الشجاعية وخزاعة هما الاعنف والاقوى في صراع الفلسطينيين من اجل الحياة .. قال لي صديقي، هناك اكثر من ربع مليون مواطن في الشوارع والمساجد والكنائس والمدارس وفي بيوت الاقارب والذين هم جميعا في انتظار قصفة ما ربما من بارجة وربما من طائرة وربما من المدفعية .. ولكنه قال ... انا متخوف ليس من القصف ومصادره .. قلت لة سأقول وساضيف لقولك ايضا
لاني وانا خارج غزة الان متخوف مثلك .. اني متخوف من المنتج السياسي لاجتماعات باريس .. . متخوف من:
1 - عدم وجود تمثيل للطرف الفلسطيني سواء من حكومة المصالحة او م ت ف او حتى باي من القوى الاخرى ..
2 - عدم حضور أي من الاطراف العربية المركزية سواء في المغرب او المشرق والاقتصار على دويلة او ولاية قطر ذات الدور الانقسامي في المنطقة
3 - اقتصار التمثيل الاقليمي في المنطقة على دولة تركيا .. واستبعاد العرب وخصوصا استبعاد ايران
4 - قد يقول البعض وايضا فان اسرائيل غير حاضرة في الاجتماع .. ونقول لان الاطراف الحاضرة وخاصة اميركا وبريطانبا والى حد بعيد الحكومة الفرنسية .. يحملان وجهة نظرها كما ان الموضوع المطروح باقامة وقف اطلاق النار والهدوء مقابل اخلاء غزة من السلاح يمثل عمليا مطلب اسرائيل الاول ..
5 - ان الامر الاكثر خطورة هو محاولة قراءة الوضع في غزة منفصلا تمام الانفصال عن انتفاضة القدس والضفة الغربية، اي رؤية الجزء بدون السبب الرئيسي وهو الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين
وخاصة الاراضي التي احتلت عام 1967 ...
لهذه الاسباب يملأنا التخوف الشديد ان يتم الفصل النهائي بين الضفة وقطاع غزة في تطبيق فج لمقولة العصا والجزرة للوصول الى النتائج المتوخاة .. وهو ربما يفسر الصمت الامريكي والرسمي الغربي على عنف القصف الذي يبيد سكان وحياة الناس في القطاع للوصول لهذه النتيجة.
ان من حقنا القلق الكبير والتخوف المشروع ليس من تجاوز دم غزة ومقاومتها فقط بل تجاوز المشروع الوطني الفلسطيني وتقديم الضفة الغربية والقدس ليكونا المجال الحيوي لاسرائيل وضمهما تحت راية حل المشروع الوطني الفلسطيني في قطاع غزة وفتح معابرها واقامة الميناء وتوسيعه ولم لا اعادة فتح المطار كعناوين سيادية للوطن او الدولة الفلسطينية التي ستريح هؤلاء من صداع القضية الفلسطينية
لذلك نتوجه لكل السودانيين القوى الفلسطينية فى المنظمة وخارجها بوعي مضت هذه الاهداف واتخاذ السياسات التي تفشلها وخاصة من خلال استمرارية رفض مضت هذه النتائج، ومواصلة عملية المقاومة القوية وخصوصا المقاومة الشعبية في القدس والضفة الغربية والوصول الى العصيان المدني بالسلطة والشعب وكل القوى باتجاه انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين على كل الاراضي التي احتلت عام 1967 بعاصمتها القدس كحل حقيقي وموضوعي للمشكل الذي لن يحل بانفصال مرفوض للقضية والارض رغم شلال الدم النازف ...