"جنون" نتنياهو وبانكي واوباما... وبعض اعلاميي مصر - جهاد حرب
(1) "جنون" بنيامين نتنياهو
جن جنون رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على اثر اختفاء الضابط في جيش الاحتلال الاسرائيلي صباح الجمعة لعدة اسباب منها؛ فشله في تحقيق أيا من الاهداف التي رسمها لعدوانه الهمجي على قطاع غزة فلا ضعفت حماس ولا أوقفت الصواريخ، وبزوخ مؤشرات على قرب انتهاء حياته السياسية اثر هذه الحرب. لكن السبب الاهم هو أسر جنديين في قطاع غزة في "معركته" البرية، واسر وقتل ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية، وهي واقعه مؤلمة على أي رئيس حكومة في اسرائيل تتعلق بتوفير الامن الشخصي "لمواطنيه"، وهي أيضا لم تحدث مع أي رئيس حكومة قبله في شهريين متواليين.
(2) "جنون" بانكي دون moon وانحيازه
تصريحات سكرتير هيئة الامم المتحدة، المطالبة بالإفراج عن الجندي الاسرائيلي فورا، تشير بوضوح بفقدانه الرؤية لوظيفته المنصوص عليها في ميثاق هيئة الامم المتحدة من جهة، والكيل بمكيالين في التعامل مع الاسرى الفلسطينيين "مناضلو الحرية" الساعين لتحرر من الاستعمار الاسرائيلي واسر جندي اسرائيلي يرتكب أو يشتبه بأنه يرتكب جرائم حرب من جهة ثانية، وانحيازه الواضح لجانب العدوان على غزة في تصريحات السابقة القاضية "بحق اسرائيل بالدفع عن نفسها" وكأنه يجيز مبدأ جديدا في القانون الدولي يقضي بمنح الاستعمار حق الدفاع عن نفسه.
(3) "جنون" اوباما صاحب جائزة نوبل للسلام
تصريحات رئيس الولايات المتحدة وإدارته وسفيره في تل ابيب المطالبة بالإفراج عن الضابط الاسرائيلي "الاسير" في قطاع غزة لا تشير الى غطرسة القوة التي تتمتع بها الولايات الامريكية المتحدة، ولا الى الانحياز الكامل لإسرائيل بل أيضا الى سقوط اخلاقي لرئيس الولايات الامريكية المتحدة.
كما أن تحميل حماس مسؤولية تخريب الهدنة الانسانية اراد منه رئيس الولايات المتحدة منح الحكومة الاسرائيلية ارتكاب المزيد من المجازر في مدينة رفح ليس فقط باستخدام القوة المفرطة أو غير المتكافئة بل أيضا بالقصف العشوائي على المدينة أي بمعنى أخر منح غطاء لجرائم حرب ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة.
وفي الوقت نفسه ضربة قوية لمن هلل من العرب عند انتخابه باعتباره مُخلصا، ولمن منحه جائزة نوبل للسلام وهو بحق يستحق بجدارة جائزة مشجعي جرائم الحرب في القرن الحادي والعشرين.
(4) "جنون" بعض اعلامي مصر
منذ بداية العدوان على قطاع غزة، اطل على شاشات قنوات تلفزيونية مصرية بعض قادة الرأي من مقدمي برامج وإعلاميين يباركون العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وأهلها في اطار تصفية حسابات ضيقة مع حركة حماس غير مدركين لطبيعة العدوان الاسرائيلي على القطاع من ناحية، وغياب فهم الأولويات بتغليب الصراع الثانوي على الصراع الرئيسي " أي رفع الصراع مع حركة حماس إلى مثابة صراع رئيسي" من ناحية ثانية، ومحاولة القفز عن الأهداف الوطنية والقومية لجمهورية مصر العربية ومحددات السلوك السيادي للجمهورية المصرية باعتباره دولة عريقة صاحبة مؤسسات لها دور محوري في الساحتين الاقليمية والدولية.
هذا الكلام بالتأكيد لا يشمل إلا قلة قلية من اعلاميين ومقدمي برامج فقدوا بصيرتهم في معالجتهم للكثير من القضايا بما فيها القضايا المصرية المحلية. وفي هذا المقال لا بد من كلمة حق وشكر لجموع الصحفيين والإعلاميين المصريين ومقدمي البرامج التلفزية الاخبارية منها وغير الاخبارية وكتاب الرأي الذين تعاملوا بمهنية على المستوى الصحفي، ومسؤولية وطنية، وبشعور قومي عالي مع الحدث في قطاع غزة.