الشيطان يستحوذ على نتنياهو .. وتعويذتنا الوحدة - فتحي البس
في تعليقه على العدوان البربري الصهيوني على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة قال دانييل اورتيغا, رئيس نيغاراغوا: “يبدو أن الشيطان قد استحوذ على نتنياهو”ونحن في هذه المنطقة نقول إن نتنياهو وصحبه شياطين فعلا لا يضاهيهم في فعل الشر أحد. روحهم الشريرة توسوس لهم دائما بالقتل ثم القتل ولا شيء آخر في وهم أن القتل هو ما يحفظهم وما ينقذهم من القلق الوجودي لكيانهم السرطاني الذي لا علاج له إلا بالخروج من ارضنا والانكفاء داخل اسطورتهم الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
أعطى نتنياهو لحملته المجنونة هدفا معلنا وهو تدمير الأنفاق التي استخدمها المقاومون لتوجيه ضربات موجعة لجيشه المعتدي. وفي البحث عنها لتدميرها دمّر كل ما هو فوق الأرض من بشر وعمران وأوجه حياة ولما ادّعى انه وافق على وقف إنساني لإطلاق النار والبدء بمفاوضات يشارك فيها الكل الفلسطيني بقرار موحد ورؤية موحدة, أراد ان يتملص من هذه الورطة، فقد اعتاد على الاستفراد بجهة واحدة, يفرض شروطه في نهاية المطاف كما حصل في كل معاركه مع العرب سابقا، فإذا به يفاجأ بوحدة ستفرض عليه شروطها، مدعومة من الكثيرين من العرب ومن احرار العالم مثل اورتيغا وكل زعماء أميركا اللاتينية وبعض اوروبا وآسيا وافريقيا وبعض الأصوات الحرة في الولايات المتحدة الاميركية، فقرر تبرير نقضه للهدنة الانسانية بأنه لا يزال يبحث عن الأنفاق لتدميرها..وبدأ بسحب جيشه من مواقع في القطاع يدعي أنه أنهى فيها مهمته بتدمير أنفاقها في تمهيد لإنهاء عدوانه الحالي كما في السابق بقرار أحادي, دون التزام بشيء أو موقف، ويبدو أنه لا يريد مواجهة مطالب الكل الفلسطيني ليبقىطليق اليدين في تنفيذ مخططاته بتحييد غزة عن الضفة وتكريس الانقسام والاستفراد بالضفة مرة ومرة في غزة قتلا وتدميرا في هروب مستمر من مواجهة الحقيقة وهي أنه لا بد من أن يرحل عن ارض الفلسطينيين ويسلم بحقوقهم في الحرية والاستقلال.
يعرف نتنياهو ومعه خبراؤه أن الانفاق التي دمرت يمكن ترميمها ويمكن اعادة تجهيز أنفاق جديدة, مهما بذل من جهود, ويعرف العالم والاسرائيليون بشكل خاص أنها حجة واهية وهدف سرابي وغير حقيقي يتستر به نتنياهو للخروج من مأزقه, ويعرف أن تحييد مفعول الأنفاق لا يحتاج إلى كل هذا التدمير، فيمكن معالجة هذا الامر بطرق شتى على الجهة الأخرى من الحدود، وأن الحل الأنجع هو في الاستجابة لما يريده العالم كله، الانسحاب من الاراضي الفلسطينية والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكإجراء أولي فك الحصار عن غزة وتوفير سبل الحياة الكريمة هناك فالانفاق ليست القضية, إنها من أدوات المواجهة والبحث عن توفير أسباب الحياة بما يليق بالبشر.
سيضطر نتنياهو في نهاية المطاف وأمام ضغط المقاومة وفشل الحلول العسكرية للتراجع وسيرسل مفاوضيه إلى القاهرة ليواجه بواقع تغير قواعد الاشتباك وما يفرضه هذا الواقع من استحقاقات.
الشيطان يستحوذ على نتنياهو, ومواجهتنا له ولكل أمثاله من الشياطين تكون بتعويذة الوحدة في الهدف والموقف والخطط والقرار. مهما راوغ ليس له إلا ان يواجه حقيقتنا: شعب مقاوم وصابر وموحد على قرار هزيمة المخطط الصهيوني وانجاز المشروع الوطني الفلسطيني.