فلسطين بحجم قارّة - موفق مطر
احسنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عندما خطت رسالة وفاء فلسطينية الى دول اميركا اللاتينية ورسمتها بحضور قيادتها المركزية وأطرها القيادية العليا وكوادرها في ميدان الشهيد ياسر عرفات مركز مدينة رام الله.. فقد كنا امام لوحة جميلة من المشاعر الصادقة, حيث برز الانسجام مع الذات والمباديء, فالى جانب العلم الوطني (علم فلسطين) وراية حركة فتح وصور الرئيس ابو مازن وصور الشهيد ابو عمار حمل مناضلو الحركة فوق رؤوسهم عاليا اعلام دول صديقة وصور قادة ورؤساء وزعماء ومثقفين ثوريين وآباء روحيين لشعوب ودول في القارة الأميركية الجنوبية ( اللاتينية).. وهذا ما نراه انعكاسا ذهبيا للقيم الأخلاقية الانسانية والنضالية الكفاحية الناظمة للعلاقة بين شعبنا الفلسطيني وحركة تحرره الوطنية والقوى الثورية في تلك البلاد التي ساندناها ووقفنا مع شعوبها وحركات تحررها حتى حققوا الحرية والاستقلال والاستقرار.
جسدت فتح بالأمس أخلاقيات الوفاء الانساني، كمنهج وخطا عملية يهتدي على نبراسه الرئيس ابو مازن, وسنّة حميدة اورثنا اياها الرئيس القائد الراحل الشهيد ياسر عرفات, ولعلنا استشعرنا مدى سعادة سفراء الدول الصديقة وفخرهم وهم يشاهدون وقوفا لمسة الوفاء الفلسطينية الوطنية لشعوبهم وحكوماتهم وقادتهم, وهذا ما يدفعنا للاعتقاد أن العلاقات الدبلوماسية المتوجة بحراك وفعاليات جماهيرية اقدر على تمتين جبهة الشعوب المناضلة, وتوسيع قاعدة التأييد والدعم والمساندة الفعلية العملانية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة, ونصرته في معركته في ميدان القانون الدولي, وفي محافل المنظمات التابعة للأمم المتحدة, فكل صوت مع دولة فلسطين هو وقفة حق بوجه باطل وجرائم دولة الاحتلال.
ذكرتنا كلمة الدكتور نبيل شعث عضو «مركزية» فتح ومفوض العلاقات الدولية مهندس هذه الرسالة القيمة, ذكرتنا بخطابات قادة الثورة الفلسطينية على منبر جامعة بيروت العربية في العاصمة اللبنانية في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ايام كانت علاقات فتح مع حركات التحرر في اميركا اللاتينية وجنوب افريقيا وفي كل انحاء العالم بأوجها, فكلمة شعث ونبرتها وما تلي فيها من مواقف وطنية شاملة اكدت شباب وحيوية روح حركة التحرر الوطنية الفلسطينية المفعمة بالمفاهيم الكفاحية الثورية, وبرهنت للقاصي والداني على ثباتها على المبادئ والمواقف حتى وان تغيرت الظروف الزمانية والمكانية ما بين تلك الفترة ولحظتنا حيث نبني على أرض الوطن مؤسسات دولتنا القادمة حتما بالاستقلال الناجز لشعبنا, رغم حملات ومخططات وجرائم دولة الاحتلال العسكرية والاستيطانية لمنعنا من الوصول الى حريتنا واستقلالنا وقيام دولتنا.. ففتح كانت وما زالت تعمل على تطوير علاقاتها مع قادة حركات التحرر وتوظيف الانجازات لصالح الشعب الفلسطيني ومصالحه العليا, وللشعوب الحرة والقيم الانسانية حيث قال في فقرة من خطابه : «شعبنا لن ينسى الشعوب التي وقفت إلى جانبه، من أجل كرامة الإنسان والقيم والحرية والعدالة، بعيدا عن المصالح السياسية أو الاقتصادية، فهذه الدول قطعت علاقاتها الاقتصادية مع دولة ألاحتلال وأوقفت أشكال التعاون العسكري، وأدرجت إسرائيل على قائمة الإرهاب احتجاجا على مجازرها بحق شعبنا».
شكرا للأشقاء للأصدقاء: للبرازيل، الاورغواي, البيرو, كوبا, نيكاراغوا, فنزويلا, بوليفيا التي اعلنت اسرائيل دولة ارهاب !...الاكوادور، السلفادور وتشيلي, وكذلك دولة وشعب جنوب افريقيا الذي قال زعيمه الخالد نيلسون مانديلا.. لا استقلال ولا حرية لبلدنا دون الحرية والاستقلال لشعب فلسطين... وهنيئا لفلسطين فقد اصبحت بحجم قارة.