سايكس بيكو 2 - حافظ البرغوثي
في عام 2002 تلقى الراحل ياسر عرفات رسالة روسية رسمية تفيد حصولها على معلومات سرية من واشنطن بأن الولايات المتحدة تعد مخططا لاعادة تقسيم المنطقة العربية فيما يشبه سايكس بيكو جديدة، فاستدعى عرفات القيادة الفلسطينية الى مكتبه وابلغهم بالأمر الجلل وبعد انتهاء اللقاء قال لأحد مستشاريه والآن ماذا نفعل؟ فقال له مستشاره أجئت بنا لتسأل السؤال فأنت القائد وتصرف, واضاف المستشار "هذا يذكرني بحكاية حادث سيارة تروى كنكتة اذ يحكى ان رجلين كانا على متن سيارة فقال احدهما احذر هناك شجرة في وسط الطريق.. وبعد الاقتراب منها رفع صوته وكلما اقتربا من الشجرة زاد زعيق الرجل.. احذر شجرة سنصطدم بها.. واصطدمت السيارة بالشجرة.. فقال احدهما لماذا لم تتفاداها لقد بح صوتي وانا اصرخ.. فرد الآخر ولكنك انت من كان يقود السيارة".
منذ ذلك التاريخ وعرفات رحمه الله يحذر من سايكس بيكو.. ولما انكشف الطابق في ظلال مؤامرة الثورات العربية ظل البعض يعتقد انها ثورات وليست موجات جراد تأكل الاخضر واليابس وتخرب البلاد وتقتل العباد، فحتى الآن ثمة جيوب مقاومة قليلة ضد هذه المؤامرة المستفحلة والمستمرة. فالاميركيون ما زالوا مصممين على انجاح مشروع سايكس بيكو جديدة وتدمير الدول القائمة وتفريق الشعوب وابادة الجيوش العربية كلها حول اسرائيل.. وظل الجيش المصري العظيم هو العقبة امامهم وظلت الجماعات والتيارات تؤدي دورها في تخريب البلاد العربية لانهائها قطرا قطرا باستثناء قطر حماها العم سام بالقواعد الاميركية لتبث سمومها في الجسد العربي.