شبت عن الطوق - محمود ابو الهيجاء
تدخل "الحياة الجديدة" اليوم عامها العشرين، شبت عن الطوق اذا، كبرت حقا وبلغت مبلغ العمر في ابهى سنواته نضجا وتفتحا وعافية، تسعة عشر عاما مضت من تواصل الكلمة الامينة، والرأي النقدي الحر والمسؤول، من اجل حشد اجدى لمسيرة النضال الوطني في دروب الحرية، للخلاص من الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وايضا من خلال رصد ومتابعة شؤون الحياة اليومية لابناء شعبنا بكافة همومها وتطلعاتها عبر التقارير والتحقيقات الصحفية السائلة والمسؤولة، من اجل حكم رشيد، وديمقراطية حقة، وثقافة انسانية متفتحة، لمجتمع مدني يكرس حقه من خلال العمل والانتاج، في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.
نضيء اليوم شمعة جديدة لجريدتنا، ولن نطفئ ايا من شموع التسعة عشر عاما الماضية، لأنها شموع تاريخنا الصحفي التي اضاءت لنا دروب مهنة المصاعب هذه، وما زالت تضيئها بما راكمت لنا من معرفة وخبرة مهنية، ولأنها ايضا الشموع التي تضيء منازل الوفاء والتقدير لمن أسسوا هذه الجريدة وجعلوها ممكنة.
شموعنا اذا ستظل مضيئة لكي نواصل طريق "الحياة الجديدة" واليوم وبعد ان باتت على هذا القدر الواضح من التعبير بخطاب الواقعية النضالية والفكرة الوطنية الجامعة، عن المشروع الوطني بقيادته الشرعية وعلى رأسها الرئيس ابو مازن، فانها ماضية في هذه الطريق صعودا ونحو التصدي لتحديات المهنة في كل جوانبها وهي التي ستنتقل بعد قليل الى عالم الصحافة الالكترونية خاصة وقد باتت تحظى بدعم حميم ورعاية كريمة من قبل الرئيس ابو مازن ومستشاريه الافاضل ومجلس ادارتها الموقر، من اجل صحافة فلسطينية فاعلة وواصلة لجمهور قرائها على مختلف مستوياتهم بما يخدم تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال والعيش الكريم في ظل الحكم الرشيد.
و"الحياة الجديدة" طبعا ليست مطبوعة ورقية، بقدر ما هي كادر صحفي وفني واداري ابدع في التزامه وانتمائه للجريدة، وقد اعطاها ومازال يعطيها من جهده وابداعه لتكون ممكنة في كل صباح ابهى واوضح واجمل، دون تطلب وبلا تلاعب بالوقت والفكرة والغاية، ولعل طلبات الكادر الوحيدة عندنا اليوم ان تكون لنا مطبعة احدث ومكان ارحب وافضل وفق معايير المهنة ومتطلباتها.
لكل العاملين في "الحياة الجديدة" التحية العطرة بهذه المناسبة والعهد والوعد ان نمضي قدما معا وسويا لنترجم معنى الحياة الجديدة في نص القول الشجاع والمتابعة المسؤولة وفي كل اتجاه داخل الجريدة وخارجها.