اذا بعد فشل مفاوضات القاهرة - كتب مركز الاعلام
ما أن انتهت المفاوضات في القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والإعلان عن فشل التوصل الى أي اتفاقيات بخصوص وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعودة الوفود الى بلدانهم ، حتى سارع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالاتصال بكل من قطر وتركيا وبحث مع المسئولين فيهما سبل التحرك من اجل التوصل لاتفاق بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي ينهي العدوان القائم على غزة. وعلى ما يبدو ان كيري كان ينتظر بفارغ الصبر هذه اللحظة، حيث بات في حكم المؤكد ان الولايات المتحدة لم تكن مرتاحة للدور المصري في إنهاء العدوان، وربما تكون الولايات المتحدة قد لعبت دورا في إفشال مفاوضات القاهرة من اجل إحياء دور المحور القطري التركي، وخاصة ان حماس تتساوق جيدا مع هذا الطرح وربما تلين من مواقفها وخاصة إذا كان نجاح هذا المحور يصب في خدمة أهدافها وفي إلغاء الدور المصري.
ثمة مكاسب أخرى يمكن أن تحققها حماس من خلال إسناد الدور للمحور القطري التركي، وهو إبعاد القيادة الفلسطينية عن التأثير في مجرى المفاوضات لأدراك حماس بان القيادة الفلسطينية تدعم الدور المصري وتشكك في نوايا ودور كل من قطر وتركيا. ولكن الولايات المتحدة لم تنجح في تثبيت دور هذا المحور في بداية الأزمة ولم يتمكن من القيام بدوره لافتقاره لكثير من عوامل النجاح. ولكن الولايات المتحدة تبقى تلوح بدور هذا المحور لممارسة الضغوط على مصر ربما لجعلها تتخلى عن جزء من سياستها المناوئة للسياسة الأمريكية في المنطقة.
صحيح ان المفاوضات توقفت لكن الأبواب بقيت مشرعة أمام العودة إلى مفاوضات أخرى وباستراتيجيات مختلفة عن سابقاتها. وقد تتحدد السيناريوهات القادمة بما يجري على الأرض من تطورات سياسية وأمنية باتت مفتوحة على كل الاحتمالات، وبما يصدر من قرارات على صعيد الحكومة الإسرائيلية التي تتحمل مسئولية فشل المفاوضات، وتسعى من خلال تصعيدها العسكري واغتيال قيادات من حركة حماس للتأثير على الموقف الفلسطيني، حيث أنها تريد العودة إلى المفاوضات وفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة. وربما أرادت إسرائيل من ذلك العمل على تليين المواقف الفلسطينية، لكن ربما أيضا تكون إسرائيل قد أخطأت في حساباتها وعليها إبعاد عامل الاختلال في موازين القوى عن ساحة المعركة السياسية، لان هناك اعتبارات أخرى غير عامل القوة تصب في مصلحة الجانب الفلسطيني تتمثل في الوحدة الفلسطينية وفي اعتبار إسرائيل دولة محتلة معتدية.
الولايات المتحدة ستقوم بالضغط على كافة الأطراف من اجل العودة الى المفاوضات وغالبا ما تلقى تجاوبا من هذه الإطراف لانعدام فرص الحل الأخرى. لكن إستراتيجية الولايات المتحدة تقوم على عدم تفرد مصر في الحل، وهذا يتناغم مع مواقف حماس إضافة الى مواقف قطر وتركيا التي تنافس مصر على دورها الإقليمي. وتريد الولايات المتحدة إشراك قطر على الأقل في المفاوضات القادمة بغض النظر عن مكان انعقادها وغالبا في مصر لقناعتها بأنها قادرة على ممارسة الضغط على حماس والتأثير عليها.
واذا ما نجحت الولايات المتحدة في ذلك فإنها تكون قد حققت أهدافها وأهداف إسرائيل أيضا
1- حل يرضي إسرائيل
2- مشاركة مصر في دورها الإقليمي
3- إبراز المحور التركي القطري على حساب الدور المصري
4- محاولة تهميش دور القيادة الفلسطينية وإبراز دور حماس
لكن مصر لن تقبل بان تفرض عليها أجندة خارجية تقلل من دورها او من يشاركها هذا الدور، فما يجري على حدودها يتعلق بأمنها القومي وامن المنطقة العربية ولن تقبل بمشاركة تركية تقاسمها دورها.