كأنها بورصة - محمود ابو الهيجاء
حدثني صديق ذو رأي حصيف وهو استاذ جامعي، انه لا يرى في إعلام "المقاومة" صوابا وهو يكرس تسميات الكتائب لصواريخها التي تطلقها على اسرائيل ..!! وصديقي يرى ان الاصوب لو ان الصواريخ كلها تطلق باسم المقاومة فحسب، دون الاشارة الى اسم الكتائب التي تطلقها، لأن هذا اجدى من ناحية القيمة المعنوية والاهم من ناحية الرسالة السياسية التي يمكن توجيهها الى العالم اجمع واسرائيل اولا، ان فلسطين كلها تتعرض للعدوان الاسرائيلي وتقاومه وتواجه العدوان الاسرائيلي، وليس فصيلا بحد ذاته من يتعرض لهذا العدوان ويتصدى له، ولعل اسرائيل حينها لن يكون بوسعها ان تقول ان حربها هي ضد حركة حماس وصواريخها فقط، في الوقت الذي تقصف فيه وبواقعية شديدة وبعشوائية اشد بيوت الفلسطينيين في غزة لتدميرها وقتل اصحابها من اي لون سياسي او فصائلي كان .
اضاف صديقي ان المغزى في اعتراضه على هذا الإعلام، أنه يساهم دون ان يدري طبعا في تعزيز مصداقية الخطاب الاسرائيلي بأن "عمليات جيشه" في غزة هي ضد حماس وليس ضد الشعب الفلسطيني، واسرائيل حين تواصل ترديد هذا الخطاب فلأنها تسعى لتقسيمنا فعلا لتسهل عملية ضربنا وسط "تفهم دولي" انها تحارب الارهاب وصواريخه طالما انها تحارب حركة حماس ...!!
قلت لصديقي إن وجهة نظره في محلها ونتمنى من عقلاء الاعلام "المقاوم" ان ينتبهوا الى ذلك لعلهم يغيرون الخطاب نحو ما تقول، ولكن على ما يبدو ان بورصة الاستقطاب الشعبوي هي التي تدفع باتجاه تكريس تلك التسميات الحزبية لهذه الصواريخ، او لكأنهم يجمعون اصواتا لصناديق الانتخابات المقبلة ...!!
تنهد صاحبي وقال: إن فلسطين ومصلحتها في حماية ابناء شعبها في اللحظة الراهنة اهم من اي انتخابات ولا يمكن لحماية فعالة ان تكون دون لغة الوحدة، واولا في خطاب المقاومة الذي لا بد ان يكرس ان فلسطين بأسرها تواجه العدوان الاسرائيلي، ليس هذا الفصيل او ذاك.