اطفالنا... قبل امتطاء صهوة الهواء - موفق مطر
يبني المرء الصالح شخصيته على الصدق والاخلاص, وتبقى كالمنارة مهما بلغت شدة أمواج وزلازل وحملات وغزوات «الأنا» الخارجية..لكن شخصا استمرأ الكذب واستصغر عقول الآخرين فانه كقلعة من رمال الشاطىء يطيح بها أول مد للحقيقة.
يعلم الأحمق ان الكذب كالزبدة تذوب حتى في يد صاحبها وحاملها, ويظن ان حرارة عقول الطيبين ما دون الصفر.. فهل لهذا الأحمق أكثر من علامة الصفر في ذاكرتنا ؟!.
اشفق على امرئ يسحر الناس بشخصه, فيبدو في ناظرهم كهرم, لكنه بزلّة كذب صغيرة يدفعهم للاعتقاد ان الماثل امامهم, مكعبات كلام محلاة بعصير قصب السكر !.
الكذّاب درجات أشدهم غباء ً ذلك المعجب بنفسه, والذي كلما نظر الى وجهه في المرآة رأى قفاه, ورغم ذلك يعقد ربطة عنقه, ويمشط شعره رغم قصر ( شعوره ), ويتقمص ابو زيد الهلالي قبل امتطاء صهوة الهواء !.
يظن المجنون العقلاء مجانين, أما العاقل فيعتقد ان المجنون قد يبلغ العقلانية بزمن يفصله عن قومه عقود وربما قرون, أما الكذّاب فانه يظن بسذاجة الآخرين, فيثق بقدراته وتفوقه فيذهب برجليه الى مهجع المجانين الذين كذبوا ثم كذبوا ثم كذبوا حتى اكتشفوا نخرهم لكينونتهم ( كحشرة السوس ) ولم يتبق من اسمائهم وأفعالهم إلا القشرة الخارجية التي لم تعد تنفع حتى ولو كانت مكسوة بالذهب والحرير. فينفجر الحقد على ذواتهم فيخرون في ادنى درجات المجانين.
اطفال وطني
أطفالنا ارقام في دوامة الإعصار وضحايا يجرفهم فيضان التحشيش والتنظير. كالكمأة أطفال وطني..تقلعهم من قلب الأرض في عز ربيعهم نصال ذوي النفوس اللئيمة, والرؤى العاقرة ! !
لا تقنعني بفضيلة موت الفقراء على فراش دون غطاء او تحت سقف بيت في الوطن.
قدمت أولادها الأربعة فداء للوطن..أما هو فيقدم أولاد أختها الأربعة الى حاجز الموت ليتمتع وابنه بأجواء النعمة خارج الوطن.
نبرر تحت ألف راية ورواية ارتقاء اطفالنا الضحايا..لكنهم لا ينالون منا في النهاية اكثر من رقم واسم على شاهد القبر.
آن الأوان للكف عن شرعنة التضحية بأطفالنا لنلملم الدموع والهتافات من شوارع العواصم !! فنحن قد نكسب الف مليون (يافطة مؤدلجة ), لكنها لن تعيد لنا روح طفل الى الحياة.