وهكذا كان - حافظ البرغوثي
ليست السلطة ملكاً لأحد بل هي كيان ولد من الكيان الأكبر وهو منظمة التحرير.. قواتها حاربت في الشدائد منذ انتفاضة النفق حتى الآن وكان رجالها الأكثر تضحية وعطاء والأرقام تشهد على ذلك.. وبينما كانوا يخوضون المعركة في الانتفاضة وموفاز يدمر مقراتها وجيش الاحتلال ينفذ مجازر بحقها على الحواجز كانت حماس مشغولة بتدريب جيشها وتكديس السلاح والمال للانقضاض على السلطة.
المشهد الحالي يذكرني بالهجمة ضد منظمة التحرير من اليسار واليمين ومماليك الأنظمة في الثمانينيات وكنا نقول آنذاك ان المنظمة هي الكيان الفلسطيني الذي يجب الحفاظ عليه لأنه للجميع.. ومن يريد إصلاحها فليصلح البيت من داخله وليس خارجه لأن انهيارها سيقع على رؤوسنا فيما المتفذلكون الذين يبدون حرصاً عليها ليسوا داخل البيت وليس لهم بديل سوى التنطع بين الأنظمة والعواصم كمماليك ومرتزقة. حل السلطة من عدمه هو قرار فلسطيني يخص الجميع شعباً ومنظمة وليس مزاجاً دوليا أو احتلالياً والبديل عنها هو الاحتلال وروابط العملاء وربما بعض الأحزاب العطشى للتسلط الا إذا اوجدنا بديلا ثوريا لها.
قال كيري لنتنياهو عند بدء العدوان على غزة.. إذا دمرتم حماس فالبديل هو السلطة التي ستحاربكم سياسياً وتنتزع منكم دولة.. فعمد رجال نتنياهو إلى التصريح العلني أن هدفهم ليس تدمير حماس بل إضعافها وإبعاد خطر الصواريخ والأنفاق فقط.. حماس الضعيفة أفضل من سلطة قوية والحفاظ على الانقسام اكبر مصلحة لإسرائيل. وهكذا كان يا ما كان.