الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

مصر وقطاع غزة (3 من 3) - حسن الكاشف


كل ما تذكرناه من حقائق الماضي القريب, وكل حقائق الماضي البعيد يؤكد ان العلاقة الايجابية هي الامر الطبيعي في علاقة مصر بقطاع غزة, فالتاريخ يشهد على ما قدمت مصر لقطاع غزة, وقد تذكرنا معا بعض الحقائق الكبيرة في القسمين السابقين من هذا المقال, حقائق التاريخ والجغرافيا وضرورات الواقع الراهن تقول ان الطبيعي الايجابي هو ما يجب ان يسود ويطبع ويحكم علاقة مصر بقطاع غزة.
ومعبر رفح الذي كان عبر التاريخ الجزء الواصل بين المشيمة المصرية وحبلها الممتد من وادي النيل عبر سيناء الى الشقيق الفلسطيني الاصغر (فلسطين), يمده بأسباب البقاء والصمود فلم يسجل التاريخ عبر آلاف السنوات تنصل مصر او تنكرها لواجبات الالتزام القومي, ولا تحتاج مصر الى شهادة بذلك.. يكفيها دم شهدائها في فلسطين ومن اجلها. اضافة الى ما قدمت ولا تزال. 
نحن امام واقع جديد يحتاج الى اعادة صياغة وترسيم وتنظيم العلاقة المصرية الفلسطينية حول معبر رفح, فلا تشكو هذه العلاقة, باستثناء موضوع معبر رفح, من خلل أو سلبية أو فتور, على العكس فالعلاقة المصرية الفلسطينية الان (علاقة مصر بالسلطة والمنظمة) متينة وراسخة يسودها الوضوح والصدق.
نظريا تكون عودة الشرعية الفلسطينية الى معبر رفح والى خط الحدود المصرية الفلسطينية كجزء من عودة الضفة الى القطاع أو عودة القطاع الى الضفة تكون هذه العودة حلا كاملا لموضوع معبر رفح وعودة حركة البضائع والاشخاص الى طبيعتها, خصوصا بعد نهاية الحركة عبر الانفاق.
وعمليا تظل علاقة حركة حماس بمصر, وعلاقتها بالشرعية الفلسطينية, ونهاية حقبة الانقسام بكل ملفاتها, يظل هذا هو ما يحتاج الى كل الجهد الخلاق الجاد والصادق.
عودة قطاع غزة تحت مسؤولية ومظلة الشرعية الفلسطينية ونهاية حالة المماطلة والتذرع والتعطيل, هذه العودة وتلك النهاية تفتح كل الابواب امام الشرط الثاني والأخير للحل الشامل لموضوع معبر رفح, نقصد هنا علاقة حركة حماس بمصر.
يحضر هنا نموذج علاقة حركة الجهاد الاسلامي بمصر وبالشرعية الفلسطينية, وهو نموذج جاهز للاستفادة منه, وتستحق حركة الجهاد الاسلامي التقدير لانها, وهي حركة مقاومة وفصيل سياسي كبير له ثقله على الارض وفي الميدان, لم تنغمس في الصراع الداخلي الفلسطيني, مع ان لها رؤيتها وموقفها, كما انها تحافظ على علاقة ايجابية مستقرة بمصر رغم 30 يونيو مع انها فصيل اسلامي.
عدم انشغال حركة الجهاد نفسها بالحكم كان السبب الرئيسي في استقرار علاقتها بالشرعية الفلسطينية وبمصر. وهذا ليس حال حركة حماس, ورغم العلاقة الوثيقة لحركة الجهاد الاسلامي بأطراف اقليمية الا انها ظلت محافظة على استقلاليتها كما ظلت محافظة على علاقتها الاقليمية الوثيقة, وهذا واحد من دروس القائد التاريخي ياسر عرفات الذي حافظ على علاقات عربية وإقليمية ودولية رغم تناقضات كثيرة كانت سائدة بين تلك الاطراف العربية والإقليمية والدولية.
تستطيع حركة حماس بكل ثقلها السياسي وثقلها على الارض ان تعيد دراسة تجربة قائد فلسطين التاريخي ياسر عرفات وتجربة حركة الجهاد, ولحركة حماس امام كل الاطراف غير الفلسطينية مبرر هو الاقوى, فهي حركة فلسطينية, وفلسطين قضية العرب والمسلمين الاولى وهي قضية العصر الاولى, وهذه الخصوصية موضع اعتراف وتقدير كل الاطراف.
لا نقول هذا من باب اعطاء الدروس لا سمح الله, لكننا نستخدم حق كل مواطن فلسطيني في التفكير والانشغال بواقع حالنا. وما نقوله اجتهاد لنا عليه اجر واحد ان اخطأنا.
اخيرا لا بديل عن فتح حوار جدي شامل بين حركة حماس ومصر, وان يكون هدف الحوار الوصول الى صيغة تنهي ما يعتري علاقة الطرفين من سلبية وحذر, وهذا الحوار مطلوب وممكن, فالأشقاء في مصر اصحاب تجارب عديدة في اقامة علاقات مع اطراف تختلف معهم, ونقصد هنا الاخوة في جهاز المخابرات المصرية, والاخوة في حماس لهم تجاربهم في نسج علاقات مع اطراف لا تتفق معها.
تظل مصر العربية في مكانها وفي مكانتها ولا بديل لنا عنها ويجب ان نكون قادرين على تصحيح العلاقة.

 

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025