رفسة الحصان المحتضر - د . حسن طوالبه
في لحظات الموت المفاجئ للحيوانات تستجمع كل قواها وتكون مستعدة لقتل كل من حولها , وهذه الحالة تسمى في العرف الدارج " رفسة الحصان المحتضر " .ويبدو ان نظام الملالي واعوانهم من جماعة المالكي المتهالك على السلطة ولو على جماجم الفقراء والمساكين قد اصيبوا بضربة قاصمة وجهها لهم ابناء العراق الذين عانوا من الظلم والاستهانة من المالكي واعوانه الطائفيين المرتبطين بالملالي في ايران .ابناء العراق عانوا طيلة احد عشر سنة من الظلم والتهميش والاقصاء , الامر الذي ولد بركانا من الغضب على هؤلاء الطائفيين فاشعلوا ثورتهم من الشمال الى الجنوب وحرروا العديد من المدن والقصبات , وما زالت الثورة متوقدة وعازمة على كنس ازلام العملية السياسية المريضة الذين جاؤا مع المحتل الغاصب . وما داعش الا صناعة ايرانية لابقاء المنطقة مشتعلة , ومنح اصحاب الغرض السئ للتدخل في شؤون المنطقة متى شاؤا .
لقد وقع الظلم والقتل على الاشرفيين في مخيم اشرف سابقا وفي سجن ليبرتي لاحقا في العراق , وظلوا علامة قنص لازلام نظام الملالي واعوانهم من ازلام المالكي , فقتلوا منهم العشرات واصابوا المئات خلال السنوات الماضية , لا لسبب الا لانهم معارضون لنظام ولاية الفقيه الاستبدادية الطائفية , وبفعل هذه السياسة فقد اشعلوا المنطقة بحروب طائفية مقيتة , صبت في النهاية لصالح الصهيونية ومخططات الادارة الامريكية لاقامة الشرق الاوسط الكبير .
وعلاوة على عمليات القتل الممنهج بين فترة واخرى , فان اعوان المالكي الهالك والمطرود من السلطة من اصدقائه , يتبعون سياسية الموت البطئ مع الاشرفيين , بتضييق الحصار عليهم في سجن ليبرتي.فقد توقف ضخّ المياه إلى داخل سجن ليبرتي منذ الساعة 10 من صباح يوم الثلاثاء 26 اب / اغسطس بعد ان منعت قوات المالكي دخول الوقود إلى ليبرتي منذ 14 يوما , حيث نفد مخزون الوقود للمولدة الخاصة بمحطة ضخ المياه التي تقع خارج المخيم. كما ان منع دخول الوقود يوقف كل الشؤون الأساسية للحياة في ليبرتي بما فيها الانارة والمطبخ واعداد الطعام وتبريد كرفانات السكان وضخ المياه الى داخل المخيم وتصفيتها وتفريغ المياه الثقيلة . وبذلك فان سكان السجن باتوا يواجهون ازمة كبرى جراء قطع المياه وخاصة في اجواء الصيف الحار في فصل الصيف في بغداد , اضافة الى قطع التيار الكهربائي بسبب انقطاع الوقود اللازم لتشغيل المولدة الكهربائية . وفي مثل هذه الظروف التي ترتفع فيها درجات الحرارة في العراق عالية جدا، فان الحياة اليومية خاصة في الكارفانات الحديدية التي تعد بيوتا للسكان، اصبحت لا تطاق . ونتيجة لهذه السياسة فقد تعرض يوم الاثنين 25 اب / اغسطس عدد من السكان ومنهم مجموعة من النساء الى ضربة شمس وتم نقلهم إلى المستوصف العراقي في ظروف صحية متدهورة.
ان هذه السياسة التي يتبعها رجال المالكي هي " الموت البطئ " , اي هلاك السكان المفترض انهم محميون من الامم المتحدة ومن الولايات المتحدة , وهي سياسة ارهابية بامتياز , وهي سياسة انتقامية لنظام فشلت سيطرته الكاملة على العراق بعد ثورة الشعب عليهم , واصرار الثوار على كنس الطائفيين والارهابيين من ازلام العملية السياسية الفاشلة . كما هي ضربة للسياسة الامريكية التي زرعت هؤلاء الازلام الفاشلين , الذين ليس لهم هم الا السرقة والتسلط , غير عابهين لمعاناة ابناء الشعب .
ويبدو ان ازلام المالكي يضربون عرض الحائط جهود السكان من خلال اليونامي والسفارة الاميركية من اجل ايصال الوقود إلى مولدة ضخ المياه من احد صهاريج الوقود الواقفة امام السجن منذة فترة . كما يمنعون ارسال المرضى الى المستشفيات ومنهم من كان قد اخذ موعدا لاجراء عمليات جراحية ضرورية , وكلها اجراءات انتقامية موصى بها من نظام الملالي الحاقد على الجميع وعلى كل من يخالفه الراي .
ان المقاومة الإيرانية اذ تحذّر من العواقب الخطيرة لقطع الوقود والمياه الى ليبرتي وبالنظر الى المسؤولية الواضحة للولايات المتحدة والأمم المتحدة حيال سلامة وأمن السكان، فإنها تطالب باتخاذ عاجل من قبل الادارة الاميركية والأمم المتحدة لإرغام الحكومة العراقية ايقاف هذا الحصار الإجرامي فورا .