معركة ترسيم الحدود .. اليقظة .. اليقظة - حسن الكاشف
نذهب الى معركة ترسيم حدود الدولة الفلسطينية وتأكيد ان خطوط الرابع من حزيران 1967 هي الحدود وفقاً لكل قرارات الشرعية الدولية، ومعركة ترسيم حدودنا صفحة من صفحات المواجهة الفلسطينية الشامله لإنهاء الاحتلال وانتزاع الاستقلال والذهاب الى كل المعاهدات الدولية.
ستجري هذه المواجهة في ساحات وميادين كثيرة، وقد بدأت، فالولايات المتحدة الاميركية جرى ابلاغها رسمياً، والرئيس ابو مازن يبلغ اليوم كل الاشقاء العرب في اجتماع جامعة الدول العربية، والسيدة حنان عشراوي في نيويورك، والخارجية الفلسطينية، تنهمك في المواجهة بكل دوائر الاختصاص وكل سفاراتنا في دول العالم.
ساحتنا الفلسطينية... ساحة اساس لان استكمال واستقرار وحدتها وصلابتها تضمن لتحركنا الارض الصلبة غير القابلة للاختراق. لهذا نتمنى ان يكون الحوار مع حماس حوارا وطنيا، وألا يقتصر على حوار فتح حماس، كما نرى ضرورة ملحة لاستكمال انجاز ملفات المصالحة، وان لا يقتصر الانشغال بحكومة الوفاق على اهمية هذا الملف.
تدرك الحكومة الاسرائيلية انها عاجزة عن مواجهتنا في ساحة الشرعية الدولية، وتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار {فلسطين دولة غير عضو} حاضر في الحسابات والمخططات الاسرائيلية الراهنة والمرئية في المستقبل القريب جدا، وعلينا قراءة بعض ما ظهر من تلك المخططات التي ما يزال غاطسها لم يظهر بعد، مع ان العقل السياسي الفلسطيني قادر على القراءة والتوقع الصائب، ولديه وقائع ودروس تجارب عقود من الزمن.
في الساحة الدولية لا تملك اسرائيل غير الانحياز الأميركي وتأثيراته على بعض أوروبا وبعض العالم الثالث. وهذا لم يكن كافياً في التصويت على {فلسطين دولة غير عضو}، لهذا، علينا، التحسب من خطوات خطيرة تستهدف ساحتنا، ومع ان هذه الخطوات صعبة إلا انها غير مستحيلة.
ستحاول الحكومة الاسرائيلية النفاذ من اي خلل في العلاقات الوطنية الفلسطينية ومن اية حسابات فصائلية خاطئة، فكل منا كبير باخوته صغير بذاته، وفي المواجه الكبرى لترسيم حدودنا، وانتزاع استقلالنا وانهاء الاحتلال لا مكان للحسابات والاعتبارات الذاتية والضيقة.
بعد عام النكبة 1948 انقسم الفلسطينيون بين مؤتمر غزة ومؤتمر اريحا، وهذا لن يتكرر، بل انه غير قابل للتكرار، فالأردن مؤمن باستقلال فلسطين، وهذا الايمان مترجم في علاقات فلسطينية اردنية متينة، والتنسيق دائم، وقد ترجمه الاردن بفك الارتباط عام 1988،ومصر العربية...مصر 30 يونيه سند دائم قوي لفلسطين.
الجوار العربي الحريص على فلسطين وحدتها واستقلالها ضمانة سياسية وجغرافية لإسقاط اية مخططات او رهانات اسرائيلية. ولن يفيد حكومة اسرائيل علاقات مع طرف او اطراف بعيدة يمكن ان تتناغم معها.
وحدتنا وجوارنا العربي المصري والأردني ضمانتان اساسيتان،لكنهما لاتجعلنا ننام على حرير الاطمئنان، بل ان الساحة الاساسية لهذه المواجهة وهو الساحة الفلسطينية تحتاج الى تفعيل يضمن لها تحركاً دائماً، وإذا كانت الحكومة الاسرائيلية تواصل اشغالنا بقرارات مصادرة الاراضي وغيرها. فان المواجهة الشعبية الشاملة لخطوات مصادرة الارض والاستيطان يجب ان تكون ميدانا لاعلان الاجماع الشعبي على الاستقلال وإنهاء الاحتلال، وهذه مهمة كل الفصائل والفعاليات والاتحادات والنقابات وكل المسميات الكثيرة، وكلها في الامتحان الوطني.
نذهب الى مواجهتنا الشاملة بأوراق واضحة، وستحاول حكومة اسرائيل بكل ادواتها وقدراتها، ومعظمها غير واضح، هنا تكون يقظتنا السياسية ووحدتنا الوطنية وجوارنا العربي عوامل قوة يضاف الى اجماع عربي وأغلبية دولية تقف معنا وتساندنا.