فاتورة الكهرباء - حسن الكاشف
اشكو اليكم ظلم شركة توزيع كهرباء محافظات غزة... ظلم هذه الشركة لكل سكان قطاع غزة، وكلكم يعلم ما نعانيه في قطاع غزة من الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي.
في بداية الحرب الاخيرة كان التيار الكهربائي يصل الينا ثماني ساعات ثم ينقطع ثماني ساعات قبل ان يعود مرة اخرى ثماني ساعات, بعد ثلاثة اسابيع دمر الطيران الاسرائيلي خزانات الوقود في محطة التوليد ما ادى الى انقطاع كامل للتيار الكهربائي لمدة عشرة ايام تقريبا, واذا كان التيار الكهربائي ينقطع او يتقطع فان غارات الطيران الاسرائيلي لم تنقطع ولم تتقطع طوال الحرب التي استمرت 51 يوما ليل نهار.
لم يكن الطيران الاسرائيلي بحاجة الى شوارع مضاءة بالكهرباء فقد كان يضيء منطقة الاهداف التي يريد تدميرها بقذائف انارة تسقطها الطائرات وتطلقها المدفعية من الشرق كما تطلقها مدافع البوارج من الغرب حيث ظلت طوال فترة الحرب مرابطة في البحر تمطر اهدافا على طول ساحل قطاع غزة من بيت لاهيا حتى رفح.
بعد مرحلة الانقطاع الكامل عاد التيار الكهربائي ليصل متقطعا لمدة تتراوح بين ساعة واحدة يوميا الى اربع ساعات يوميا كحد اقصى، ومن الانصاف هنا الاشارة الى ان ما يصلنا من تيار كهربائي في قطاع غزة يأتينا من عدة مصادر، من محطة التوليد الفلسطينية، وانتاجها لا يكفي حتى لو كانت تعمل بطاقتها الكاملة، ومن الانصاف ايضا القول ان حال شركة التوليد هنا ليس ناتجا عن التدمير الاسرائيلي، بل انه الحال الطبيعي للشركة منذ بداية عملها.
لو... اقول لو عملت شركة التوليد بكامل طاقة مولداتها الاربعة فانها تنتج 80 ميغاواط. ثم يصل الينا في قطاع غزة 27 ميغاواط من مصر الى منطقة رفح، ويصل الينا من اسرائيل عشرة خطوط بطاقة 120 ميغاواط.
كان هذا حالنا الطبيعي قبل الحرب والتدمير, وعدما يعود حالنا الى وضعه الطبيعي هذا يكون مجموع ما ينتج وما يصل من التيار يغطي فقط نسبة تتراوح بين 50 _ 60 %من احتياجنا.
لا بد هنا من الاشادة بطواقم شركة الكهرباء التي ظلت تعمل تحت القصف لاصلاح الخطوط واعمدة الضغط العالي والضغط العادي حتى يصل الينا ذلك القليل من التيار, علما ان شبكة الضغط العالي بكاملها تقع شرق مدينة غزة حيث ذروة ماتعرض من تدمير رهيب، اي ان تلك الطواقم عملت في مناطق الموت والدمار.
الان يصل الى كل بيت 6 ساعات من التيار الكهربائي ثم ينقطع 12 ساعة قبل ان يعود لمدة 6 ساعات، وفي اسابيع انتظار الكهرباء لساعات قليلة يوميا كنا نتسابق لشحن الجوالات، وشحن فوانيس الانارة الكهربائية، وشحن اجهزة U.P.S، وهنا لا بد من قليل من الشرح حتى يتعرف اهلنا في ضفتنا العزيزة على بعض حالنا، فازمة الكهرباء كما شرحنا قديمة، ولهذا فاننا في قطاع غزة الصامد البطل نستعين بمولدات الكهرباء، وفي كل عمارة سكنية مولد كبير يشترك السكان في دفع اثمان السولار والبنزين حتى يتم تشغيل المولد لساعات يتفق عليها من حيث التوقيت والمدة، وفي كل بيت شواحن اضاءة حتى نضمن الحركة في بيوتنا عند الانقطاع الكامل للتيار، وفي بيوت القادرين اجهزة U.P.S وهي بطاريات شحن صغيرة قادرة على تخزين طاقة كهربائية لساعات حسب حجم ذلك الجهاز.
لو حسبنا ما يتحمله كل بيت من تكلفة تشغيل المولدات وامتلاك جهاز U.P.S فاننا امام مبالغ فوق طاقة الموظف ومتوسط الدخل، ناهيك عن معدومي الدخل وهم كثر في قطاعنا الصامد.
قبل ايام وصلت فاتورة شركة الكهرباء عن شهر آب وبالتحديد للفترة من 1472014 والى 1482014 وهي كما تلاحظون اسابيع الحرب، وكانت الفاتورة حوالي 600 شيقل لهذا اشكو اليكم، لان تلك الفترة كانت ذروة الحرب، وكانت ساعات وصول التيار للمناطق المحظوظة من مدينة غزة ساعات قليلة، فلماذا هذا المبلغ الكبير لساعات قليلة؟! فما بالكم اذا ما عرفتم انني في هذه الفترة لم اكن وعائلتي في البيت بحثا عن سلامة، فالعمارة التي اسكن فيها مقابلة لمجمع انصار الامني الذي تعرض لقصف وتدمير، لهذا لجأت وعائلتي طوال فترة الحرب الى بيت واحد من ابنائي، اي انني لم استهلك طوال شهر الفاتورة الا لمبة واحدة وثلاجة اوقفناها بعد تلف كل مافيها نتيجة عدم كفاية الكهرباء.
اشكو اليكم نيابة عن كثيرين ان لم يكن نيابة عن كل سكان قطاع غزة، فظلم ذوي القربى اشد... واحنا مش ناقصين ظلم شركة الكهرباء.
كتبت هذه الأنتباهة على ضوء شاحن كهربائي لان الكهرباء مقطوعة من السادسة مساء حتى السادسة صباح الاثنين... لذا اقتضى التنويه.