وطن عالريحة - حافظ البرغوثي
ما زالت لدي قضية وطنية أولى لها الأولولية على القضايا التي تشغل بال الناس، وهي سرقة مشروع شق طرق زراعية في دير غسانة وتحويل المشروع إلى طرق داخلية أغلبها لخدمة بعض أعضاء البلدية آنذاك. راجعت الدكتور سلام فياض الذي دبر لنا المشروع آنذاك وكان كتب عليه مشروع مخصص لدير غسانة فقط.. فغضب الرجل وأمر وزارة الحكم المحلي بالتحقيق في الأمر.. ولم تفعل الوزارة شيئاً.. وقبل مغادرته منصبه زرته مودعاً فقال إنه يعد بمشروع آخر وبالفعل اتصل مسؤول بالوزارة وقال إنه ضم المشروع المفقود إلى مشاريع أخرى وسينفذ بعد فترة قصيرة.. ومضت الشهور والأيام ولم يحدث شيء.. وراجعت الوزارة دون جدوى ثم حملت الملف إلى أخينا الكبير رفيق النتشة ووعد بملاحقة أعضاء البلدية السابقين بتهمة سوء الإدارة والفساد الإداري.
المشروع يخدم آلاف الدونمات ويصل إلى ينابيع مهددة بالمصادرة مثل عين الزرقاء والعين الجديدة ووادي صريدة وهي مناطق اعتاد المستوطنون أن يعيثوا فيها فساداً ويقضموا أرضها ويمنعوا أصحاب الأراضي من الاستفادة من المياه خاصة عين الزرقاء وفيرة الماء.
حتى الآن فشلت كل جهودي بالحصول على مشروع بديل أو مساءلة الذين تسببوا في توجيه المشروع وجهة أخرى، فلا أحد مهتم لا بالتحقيق أو إيجاد بديل.. وفوق هذا وذاك ما زالت بلدية سلفيت تلقي مجاريها في الأودية القريبة التي تحولت إلى مكب للنفايات ومنتجع للخنازير والبعوض ويقال ان هناك مشروعاً لمد أنبوب مجار يخترق أراضي القرية من الشمال إلى الغرب ويلقى مجاريه غرباً وهذا ليس حلاً لأن المجاري ستبقى في أراضي دير غسانة وتلوثها.. عندما تراجع سلطة المياه يقال ان هذا الأمر مسؤولية حماية البيئة لكن الأخيرة تقول ان وظيفتها المراقبة فقط.. وهكذا صرنا بين حانا ومانا واستيطان ومجار. ومع ذلك تنبري الأقلام والحناجر للتغزل بالأرض وحمايتها.. يبدو أنها بحاجة إلى حماية منا وليس من الاحتلال فقط. إذ يكفي أن البلدية العتيدة قامت بترقيم حاويات النفاية بدلاً من البيوت والشوارع وصار عنواني الحاوية رقم 38 فهل ستحدني شمالاً وغرباً سيول المجاري؟ وطن عالريحة!