لا تلعبوا مع الرئيس ! موفق مطر
من يعمي بصيرته عن آلاف الضحايا من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء ولا يرى خسائر الشعب الفلسطيني البشرية والمادية الا بأسماء عشرات المقاتلين الذين استشهدوا تحت راية حركته أثناء العدوان على الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة, لا نتوقع منه وهو المصمم على التفرد بقرار الحرب تقديم شهادة تقدير لرئيس الشعب الفلسطيني، ولا نطلبها منه, ولأن القضية الفلسطينية بالنسبة له ليست اكثر من حصان سبق لجماعة الاخوان المسلمين، يستخدم في ميدان سباق القوى الاقليمية في الشرق الأوسط, ولأن قيمة الانسان الفلسطيني عنده لا تساوي اكثر من عدد في أرقام الشهداء والجرحى, وصورة دموية انسانية لاستعطاف رأي عام محدد مسبقا, واستدرار المال السياسي والتبرعات والمعونات، أما عظام الشهداء واشلاء الأطفال والنساء فإنها ليست اكثر من كومة صلبة ترصَف وتصَف بعناية ليتمكنوا من الوقوف عليها, ليس للاستنجاد بالمؤمنين وبالحرية وحقوق الشعب الفلسطيني, وانما لإشعار اللاعبين الكبار، بإمكانياته وقدراته على اللعب معهم وفق شروط اللعبة التي وضعوا قواعدها وقوانينها .
لا ينتظر الرئيس محمود عباس ثناء من أحد. الا اذا مسحت القدرة الالهية من ذاكرته صورة المخادعين الذين ينكرون على الرئيس شرعيته ومسؤوليته الوطنية، وقيامه بواجباته التي اداها ويؤديها كأمانة بدافع احترامه لروح الانسان. لا نجد تفسيرا للهجمة المفاجئة على الرئيس- رغم انها ليست الأولى ولن تكون، الا كونها هروبا مقصودا الى الأمام, لتفادي محكمة الشعب والتاريخ, بعد انكشاف عورة السياسات العدمية, والارتباطات بالخارج, واستخدام الانسان الفلسطيني في مغامرة ومقامرة ( اللعب مع الكبار ), للهروب من لحظة تأنيب الضمير– ان وجد- بعد محاولات عبثية متساوقة مع عملية كسرنا في معركتنا معه في ميدان القانون الدولي, ولعقابنا على ذهابنا الى أبعد الحدود في خيارنا لاستراتيجي ( الوحدة الوطنية ) وتشكيل حكومة الوفاق, رغم تهديدات نتنياهو التي لم تهز شعرة في رأس الرئيس الشجاع ابو مازن, فالقيادة عاملة ليلا نهارا على بناء مؤسسات دولة فلسطين, والانتصار للاعتراف العالمي بها, والمنشغلة برسم خطط وبرامج المواجهة الاستراتيجية مع دولة الاحتلال, ومواجهة نجاح حكومة الاحتلال بتسويق وترويج الرواية الاسرائيلية واقناع الرأي العام العالمي بمبررات العدوان على شعبنا, !! لكن المحاولات الغبية, او المرتبة مسبقا, لتشويه صورة الرئيس والقيادة واخلاصها في العمل الوطني, استغلها قادة حكومة اسرائيل وجيشها المسؤولين عن جرائم ضد الانسانية, وابادة العائلات في غزة, للبدء بمقاضاة الفلسطينيين ( الضحية ) في محكمة الجنايات الدولية, فهل لعاقل بعد هذا العبث, مهما امتلك حكمة وصبرا, التسليم بمشاركة المخادعين في غرفة قيادة الشعب الفلسطيني، وتسليمهم مفاتيح مستقبله ؟! .. لذا فانا ننصحهم بقولنا : لا تلعبوا مع الرئيس .