الدولة الفلسطينية .. الحل والمستقبل
ليست هذه هي اول مرة التي تلوح فيها اسرائيل بمشروع دولة فلسطين الغزية السيناوية، كحل نهائي للقضية الفسطينية، وهذه المرة جاء تلويحها بخبر صاغته على نحو عجول وغير مدروس حين وضعت بمفارقة لا يمكن لأي منطقة ان يتقبلها, الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موضع الرئيس الاخواني المخلوع محمد مرسي، لأن هذا المشروع كان قد طرح في عهده القصير، وقيل حينها ان الرئيس الاخواني مرسي بدأ بتحضيرات هادئة لتنفيذه ..!! والحقيقة ان " مشروع " دولة فلسطينية في غزة واجزاء من سيناء كان قد طرح في مطلع خمسينيات القرن الماضي تحت بند التوطين، لكنه سقط من لحظتها، بعد تظاهرات عارمة شهدها قطاع غزة حينذاك، وقد تجدد طرح هذا المشروع التصفوي قبل سنوات عدة من قبل رئيس الاستخبارت الاسرائيلية السابق " جينورا ايلند " والذي رفض وقتها من قبل القيادة الفلسطينة بشكل قاطع وحاسم، واحدث نسخة من هذا المشروع، قدمها الرئيس السابق للجامعة العبرية البرفيسور " يهوشع بن اريه " وهي النسخة التي حملتها الولايات المتحدة للاخوان المسلمين ووافقوا عليها ...!!
لا ارض للدولة الفسطينية، خارج ارض فلسطين، ولطالما سقطت كل مشاريع التوطين بمسمياتها المختلفة، لابفعل موقف الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادتها الشرعية فحسب، وانما بفعل موقف جماهير الشعب الفلسطيني اولا التي لا ترى دولة لها الا على ارض وطنها وبعاصمتها القدس الشريف. وهذا موقف قد قضي امره، وتطلع لا تراجع عنه، وهدف لابد من تحقيقه، ولا ندري متى تستفيق اسرائيل على هذه الحقيقة، وتكف عن معاقرة اوهام الحل على مقاس مشتهياتها الاستحواذية والاستيطانية، هل نقول لعلها تتعقل قليلا فلا تعود لدفاترها القديمة، لتدرك انها لم تعد صالحة لهذا العصر الذي بدا يفتح ابوابه لدولة فلسطين الحرة المستقلة وقد اعطاها قبل قليل صفة العضوية المراقبة في الامم المتحدة .
من الصعب جدا ان نتصور ان غطرسة القوة بفكرتها العنصرية، قادرة على التعقل لكنه لامفر من الواقعية التي تقول انه من المستحيل احياء المشاريع التي طالما سقطت وظلت وستبقى كذلك، خاصة وانها تواجه شعبا لا مشروع لديه سوى مشروع التحرر الوطني، مشروع الدولة الفلسطينية ودائما بعاصمتها القدس الشريف، ومن الواقعية ايضا ان الساحة الفلسطينية وان كانت تتعرض لتدخلات الصراعات والتجاذبات الاقليمية عبر بعض فصائلها، إلا انها لن تقبل في المحصلة بأي طرف عندها يرهن القضية الوطنية لصالح هذه الصراعات وهذه التجاذبات، وعلى اسرائيل تحديدا الا ترى في هذه التدخلات اكسيرا قد يعيد الحياة لمشاريعها الميتة، وثمة كلمة اخيرة فان مصر العروبة والوطنية التي اسقطت حكم الاخوان المسلمين بكل مشاريعهم لايمكن لها ان ترضى ولا تقبل ولاحتى ان تتعامل مع اية فكرة من افكار هذه المشاريع التي باتت في ذمة التاريخ ، ومصر قد قالت كلمتها الدولة الفلسطينية هي الحل والمستقبل .
كلمة الحياة الجديدة