من يعاقب هؤلاء؟حافظ البرغوثي
أتفادى الولوج إلى حسبة البيرة, ليس بسبب الاكتظاظ ولكن بسبب ضجيج الأصوات والمساومات على الأسعار بوتيرة عالية، وما يشوب تبادل العبارات من غضب أحياناً, فتسمع شتائم شتى وتبادل الكلمات واللكمات.
ظهيرة يوم أمس الأول, ساء حظي وتوقفت على رصيف الحسبة للوقاية من الدخول في أتون الحسبة.. وإذ ببائع على عربة يختلف مع سائق شاحنة.. وتطايرت عبارات الشتم والصراخ وأغلبها فيها تطاول على الذات الالهية, وهرع لكل منهما جماعته.. وتكون أمام خيارين, إما أن تدخل المعمعان وتقاتل هؤلاء الأنذال الذين يسبون الذات الالهية, فيتفق المتشاجرون عليك لأنك تدخلت فيما لا يعنيك, أو أن تنسحب وتتلفت يمنة ويساراً لعل رجال شرطة في المكان يسمعون ويتدخلون لشج رأس كل من يتطاول على الذات الالهية, ويوزع الكلمات البذيئة في الشارع على مسمع النساء والأطفال.
لماذا لا تتسع مهام الشرطة لتفرض الآداب العامة, وتراقب سلوك هؤلاء وغيرهم في الشارع؟ لا أطالب بما هو في بلاد أخرى, حيث توجد هيئات تسمي نفسها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانقلبت لسوء سلوك أفرادها إلى الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.. بل أطالب الشرطة أن تفض مثل هذه الحوادث وتسجل قضايا ضد من يخدش الحياء العام بلسانه أو يتطاول على الذات الالهية، لماذا يعاقب الفرد على الذم والقدح والقذف إذا مسّ إنساناً آخر ولا يعاقب على تطاوله على الذات الالهية والنبي صلى الله عليه وسلم؟
حدثت هذه الواقعة قريباً من مسجد جمال عبد الناصر والمصلون يتجهون إلى المسجد, وكان حرياً أن يتجمع الجميع لتأديب هؤلاء قبل أداء الصلاة في غياب عقاب داعشي.