" سبتمبر " داعش - موفق مطر
هل جاء الحشد الدولي ضد ( داعش) مع اقتراب انتهاء صلاحية ما يسمى الاسلام السياسي المعتدل ( الاخوان المسلمين ) وبعد عملية ( تفويش ) جماعات الاسلام المتطرف من القاع الى السطح، وتحديد مكامنها، وعناصر خلاياها وخطوط اتصالاتها وتمويلها، وتفكيكها عن حاضنتها الشعبية بعد ( شهر العسل ) القصير جدا الذي عاشته الجماعة بعد صعودها الى سدة الحكم في كل من مصر العربية وتونس وليبيا ؟!.. الجواب نعم، فتهيئة الظروف بقلب الشارع العربي وانظمة الحكم في اقطار عربية رأسا على عقب لتمكين جماعة الاخوان المسلمين من الاستيلاء على كراسي السلطات في اقطار عربية محورية كانت بمثابة فخ كبير اسُتدرِجَت اليه كل الجماعات المتطرفة ( الارهابية ) التي خرجت من رحم الجماعة، فحان قطاف رؤوس اندفعت للعلانية بعد عقود من التخفي والسرية المطلقة، ظنا ان الأمور قد آلت اليها لمئة عام أو اكثر !!! فاليوم تستكمل الادارة الاميركية حصادا بدأته ادارة جورج بوش الابن، وتوجته ادارة اوباما بتصفية اسامة بن لادن، امير( القاعدة ) في المرحلة الأولى.
الاخوان المسلمون صدقوا اغراء وإغواء مراكز الأبحاث والتقارير السرية والمسربة عمدا بان الادارة الاميركية ستعتمد عليهم خلال العقود المقبلة، فانغمسوا بالمؤامرة حتى انوفهم، فهادنوا دولة الاحتلال اسرائيل، ومزقوا نسيج المجتمعات العربية، وبدأوا بعملية ارجاع الأقطار العربية الى عهد القرون الوسطى في اوروبا، وأثاروا الفتن الدينية والطائفية والمذهبية، وكادت تسقط اكبر دولة عربية ( مصر ) في جحيم التقسيم والحرب الأهلية، وهذا ما نجحوا جزئيا به في ليبيا وسوريا حتى الآن، وبما أنهم يتقاطعون في هذا الهدف مع القوى الاستعمارية الكبرى في العالم، فقد ادوا الدور بقناعة تامة، بغض النظر ان كانوا يعلمون انهم شركاء فعلا، او مجرد ادوات سينقلبون بعد التمكن على ( معلميهم ) !.
أتى اعلان اوباما للتحالف الدولي ضد ( داعش ) في الذكرى الثالثة عشرة لهجمات القاعدة على مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الاميركية في واشنطن، المعروفة بهجمات الحادي عشر من أيلول، ما يعني ان عملية الانتقام والثأر لهيبة الدولة الأقوى في العالم مازالت قائمة، خاصة في ظل استقواء الاتحاد الروسي على الولايات المتحدة وحلف الناتو في شبه جزيرة القرم ( اوكرانيا ) ومنعهما من هجمات عسكرية مباشرة ضد سوريا، وهي القاعدة الأهم لروسيا على البحر الأبيض المتوسط، الى جانب تمدد سياسة القيادة الروسية الجديدة، وتوسيع دوائر العلاقة مع أقطار عربية محورية كجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية.
تحمل عملية حلف الناتو - المستجمع لقواه من جديد- لإعادة تموضعه في المنطقة، ورسم خارطة نفوذه كخطوة وقائية، اسم التحالف الدولي لمحاربة داعش، فهي من ناحية ستحمي حوض النفط الأعظم في العالم ( الجزيرة العربية والخليج العربي) وتبقيه تحت السيطرة، وتطوق الجماعات المتطرفة في اصغر مساحة جغرافية تمهيدا للقضاء عليها، بالتوازي مع قطع الامدادات المالية عن الاخوان المسلمين ورفع الغطاء السياسي وربما الاعلامي، والتضييق عليهم في حاضنتهم الآمنة المسيطر عليها مسبقا ( دولة قطر ) فالعالم لم يعد يفرق بين اسلام سياسي معتدل وآخر متطرف، طالما ان عملية تخويف المجتمعات الغربية من الاسلام الحقيقي قد نجحت بامتياز، عبر بث صور الارهاب وقطع الرؤوس وذبح وجلد ابناء آدم في الشوارع !!...فهل سيكون أيلول شهر المجازر والدماء المسفوكة ( أيلول داعش ) وبداية استئصال رحمه الاصل جماعة الاخوان المسلمين.. فلنراقب ما سيحدث في قطر خلال الأيام المقبلة.