الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

تفاؤل الفكر .. وتفاؤل الارادة

في كلمة الرئيس ابو مازن عبر الهاتف، للمهرجان الجماهيري في جنين، الذي احيا الذكرى الثانية والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، تجلت مرة اخرى وعلى نحو واضح تمام الوضوح، قدرة الفكر السياسي، كلما كان محمولا على مشروع تحرري وانساني، على التفاؤل، فلم يعد هذا الاخير حكرا على الارادة، مثلما جاء في معادلة " تشاؤم الفكر وتفاؤل الارادة " للفيلسوف والمفكر الايطالي "انطونيو غرامشي" والتي اراد من خلالها كما نعتقد، تفسير التردد والتهيب الانساني في اقتحام الصعب، التردد والتهيب الذي يتولد من تشاؤم الفكر، والذي يحسمه في النهاية تفاؤل الارادة الذي ينبع من الروح، هذا الذي يتطلع دائما لاجتراح المستحيل.
لسنا بالطبع في معرض نقد معادلة "غرامشي" ولا التقليل من اهميتها وصواب رؤيتها لما يحرك الطبيعة البشرية في تنازعها بين التشاؤم والتفاؤل، ولكنا بصدد فكر الكلمة السياسية في نصها الوطني الفلسطيني، الفكر الذي بات يحرص تماما على التفاؤل، حتى وكل ما في مشهد الصراع في لحظته الراهنة يبعث على التشاؤم، حيث الصعاب لا تحصى تقريبا، وحيث غطرسة الاحتلال اكثر وحشية وعدوانية من اي وقت مضى، وثمة مترددون ومرتجفون لا يرون سوى الطرق المغلقة، وثمة انقساميون سعاة في دروب الوهم ومشاريعه التدميرية..!! ومع ذلك ليس للتشاؤم مكانا في فكر الكلمة السياسية بنصها الوطني (إن الشعب الفلسطيني وقيادته واجهوا تحديات جسيمة ولكننا صممنا على التصدي لها بكل كبرياء وعنفوان وشهامة رجال، ولن تزيدنا هذه التحديات إلا صلابة واصرارا على المضي في طريقنا الذي لن نحيد عنه.... لن تلين لنا قناة ولن تنكسر لنا ارادة) ليست هذه الكلمات في هذا النص هي كلمات الارادة بتفاؤلها، وانما هي ايضا وبالقطع المعبرة عن تفاؤل الفكر ايضا الذي يوضح بما لا يدع مجالا للشك (اننا ما زلنا وسنظل حركة تحرر وطني حتى نقيم دولتنا، نمارس نضالنا بكل الطرق المشروعة التي تكفلها لنا جميع القوانين والاعراف الدولية، نكسب من خلالها الاصدقاء ونعزل قوى الاحتلال والبغي والغطرسة)، وليس هذا تفاؤلا فحسب وإنما هو ايضا برنامج عمل ونضال واضح المعالم والطرق المشروعة.
وباختصار فإن كلمة الفكر السياسي في نصها الوطني الفلسطيني باتت تقرأ التفاؤل فحسب في معادلة غرامشي، حيث تراه في الفكر والارادة معا، وربما والحالة هذه سنحتاج الى نظرية جديدة بهذا الشأن، والفكر يحتمل دائما التحول الايجابي نحو الاكثر صوابا والاكثر نفعا لحياة الناس وتطلعاتهم.


كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025