غزة لا تستطيع الانتظار - حافظ البرغوثي
نجا من العدوان فغرق في اعماق البحر المتوسط بعد حادثة غرق 14 مواطنا أثناء محاولتهم الهجرة الى اوروبا هربا من الوضع المأساوي في قطاع غزة، ولا يجب ان نلوم هؤلاء المغامرين بأرواحهم في سبيل لقمة العيش حيث ضاقت سبل الحياة الكريمة في غزة، فالعدوان الاسرائيلي يتكرر كل فترة ويدمر ويقتل ويشرد .. وحكومة حماس لا تستجيب الا لمصالحها وسياستها .. فهي ترفض الاعمار الا عن طريقها كما حدث في أعقاب عدوان 2008 وهي حتى الآن تتراجع عن مضمون الاتفاق الأخير الذي كلف السلطة الوطنية باعادة الاعمار .. فهي تريد ان تكون شريكا مع ان المانحين لا يرغبون في مثل هذه الشراكة .. ولا يجوز ترك قطاع غزة بلا كهرباء وماء فهو يعيش كارثة في هذا المجال لم يتم التوصل الى حل لها حتى تاريخه، لا نلوم الذين فروا من غزة نحو بحر اسكندرية، فمن عاش طوال السنوات الأخيرة في غزة لا يبالي بالقادم لأنه يذوق المر يوميا.
لا أحد يسمع صرخات ونداءات الأهل في غزة ليخفف من معاناتهم .. فالهبات والمساعدات الطارئة ليست حلا .. لا بد من برنامج اعمار وانعاش لغزة حتى تكافأ على صبرها وصمودها وعلى الاخوة في حماس خاصة من هم في داخل غزة ان يعيدوا النظر في مواقفهم لاتاحة المجال لمؤتمر المانحين القريب لكي ينجح .. حتى لا تكون المواقف السياسية الفجة عقبة في وجه من يريد رفع المعاناة عن غزة .. لأن المواطن الذي تحمل طويلا هذا الوضع قد ينفجر في وجه من يعرقل اعادة البناء والاعمار وتطبيع الحياة في القطاع، فالهم الوطني العام أكبر من الحسابات الحزبية ويجب ان نتسامى عن الصغائر من أجل شعبنا وعيشه الكريم واعادة بناء ما دمره الاحتلال وما أفسدته السياسة.